الأحد، 4 يوليو 2021

كتاب صفة الجنة للحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الحنبلي المقدسي تحقيق صبري بن سلامة شاهين

 كتاب صفة الجنة للحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الحنبلي المقدسي تحقيق صبري بن سلامة شاهين

دار بلنسية / الرياض 1423- 2002


نفع الله المسلمين بطول حياته غفر الله له ونفع الله بها صاحبها وكاتبها وقارئها

بكرمه ومنه وفضله

ولله الحمد والمنة وصلواته على نبينا محمد وآله وأصحابه

وسلامه تسليما كثيرا

 ورضي الله عن أبي بكر الصديق وعن عمر بن الخطاب

وعن عثمان بن عفان وعن علي ابن أبي طالب

وعن أصحاب رسول الله أجمعين

واحشرني في زمرتهم يا رب العالمين

 

     بسم الله الرحمن الرحيم    

والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه قال الشيخ الحافظ العالم العابد ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي متع الله المسلمين بطول حياته.

ذكر عدد أبواب الجنة نسأل الله من فضله أن يدخلناها

(1) عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون. صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فرواه البخاري في صفة الجنة كما أخرجاه عن سعيد بن أبي مريم غير أنه قال فيها باب يسمى. ورواه في كتاب الصوم عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال ورواه مسلم في الصوم.

(2) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعي من أبواب الجنة وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصوم دعي من باب الريان. فقال أبو بكر والله يا رسول الله ما على أحد من ضرورة دعي فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله قال نعم وأرجو أن تكونه منهم. صحيح أخرجه البخاري ومسلم بنحوه من حديث الزهري.

(3) عن شرحبيل بن شفعة قال لقيني عتبة بن عبد السلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل. أخرجه ابن ماجه في سننه.

ذكر أول من يفتح له باب الجنة وأول من يقرعه

(4) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح ويقول الخازن من أنت فأقول محمد قال يقول بك أمرت أن لا افتح لأحد قبلك. صحيح أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان.

(5) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة.

(6) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أول من يفتح له باب الجنة إلا أن امرأة تبادرني فأقول لها مالك أو ما أنت فتقول أنا امرأة قعدت على أيتامي.

ذكر سعة أبواب الجنة اللهم أدخلنا الجنة بفضل رحمتك

(7) عن أبي هريرة قال وضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع وكان أحب الشاة إليه فنهش نهشة وقال أنا سيد الناس يوم القيامة ثم نهش أخرى وقال أنا سيد الناس يوم القيامة فلما رأى أصحابه لا يسألونه قال ألا تتقون قالوا كيف يا رسول الله قال يقوم الناس لرب العالمين فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر -وذكر حديث الشفاعة وقال في آخره- فأنطلق فآتي العرش فأقع ساجدا لربي فيقيمني رب العالمين مقاما لم يقمه أحدا قبلي ولن يقيمه أحدا بعدي فيقول يا محمد أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن وهم شركاء الناس في الأبواب الأخرى والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة ما بين عضادتي الباب لكما بين مكة وهجر أو هجر لا أدري أي ذلك. قال صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فأحد طرق البخاري عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك عن أبي حيان يحيى بن سعيد عن أبي زرعة هرم بن عمرو بن جرير البجلي بنحوه. وفي رواية أبي حيان لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى. ورواه مسلم من طرق أحدها هذه التي رويناه منها.

(8) عن أبي خيثمة زهير بن حرب عن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حداء وإنما بقي صُبَابة كصُبَابة الإناء يتصابها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فلقد ذكر لنا أن مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام. أخرجه مسلم في صحيحه.

(9) عن شيبان بن فروخ عن حماد بن سلمة قال سمعت الجريري يحدث حكيم بن معاوية عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنتم توفون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليه يوم وله كظيظ. رواه الإمام أحمد في مسنده وفيه وإنه لكظيظ.

(10) عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ما بين مصراعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة.

ذكر ما بين البابين من أبواب الجنة

(11) عن عاصم بن لقيط أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت يا رسول الله فما الجنة والنار قال لَعَمْرُ إلهك إن للنار سبعة أبواب ما فيهن بابان إلا يسير الراكب سبعين عاما وأن للجنة ثمانية أبواب ما منهما بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما.

ذكر مفتاح الجنة نسأل الله من فضله

(12) عن معاذ قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله. كنت أطوف على هذا الحديث في ذكر مفتاح الجنة فرأيت فيما يرى النائم قبل أن أجده كأن بيت مسعود بن أبي بكر قد سألوني أن أطلب من النبي صلى الله عليه وسلم فيها ومعه جماعة من الصبيان فيها وأنا أنتظره حتى ينزل منها فغاب عني كيف كان نزوله منها وكأنني اجتمعت معه صلى الله عليه وسلم في بعض المساجد وكأنه قاعد وأنا قائم وعليه ثوب أخضر أو أزرق كأنه عنابي وعمامة بيضاء فقال لي إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى عليه صلاة صلى الله عليه عشرا. ثم نظر إلي صلى الله عليه وسلم فقال إن هذا مفتاح جيد. أو نحو هذا ثم انتبهت فبقيت لحظة أتذكره وإذا المؤذن يؤذن لصلاة الفجر.

ذكر أن الجنة لا يدخلها أحد إلا بجواز

(13) عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان ابن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية.

(14) عن سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وسلم يعطى المؤمن جوازا على الصراط بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية.

ذكر أول زمرة تدخل الجنة نسأل الله بفضله وكرمه أن يجعلنا منهم آمين

قرئ على الشيخ الإمام الزاهد أبي علي عمر بن علي بن عمر الواعظ الحربي رحمه الله ونحن نسمع بها أخبركم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به.

(15) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر كليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون فيها ولا يتغوطون فيها، آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم من ألوة ورشحهم المسك لكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشية. صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فرواه البخاري في صفة الجنة عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك وأخرجه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق كلاهما عن معمر بنحوه.

ذكر الزمرة الثانية من أهل الجنة

(16) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على رجل واحد على صورة أبيهم آدم عليه السلام ستون ذراعا في السماء. صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه أخرجه البخاري في خلق آدم عليه السلام ورواه مسلم في آخر كتابه جميعا عن قتيبة بن سعيد عن جرير بنحوه ورواه مسلم أيضا عن أبي خيثمة كما أخرجاه غير أنه قال على أشد كوكب.

ذكر أن الله عز وجل فضل بعض أهل الجنة على بعض وأن الله يبلغ بفضله من أراد من المؤمنين درجة الأنبياء عليهم السلام

(17) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين. اتفق البخاري ومسلم على إخراجه. رواه البخاري عن عبد العزيز بن عبد الله عن مالك وأخرجه مسلم كما أوردناه وروايتهما سواء غير أن في رواية البخاري في الأفق.

(18) عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة كما تراءون الكوكب في أفق السماء. اتفق البخاري ومسلم على إخراجه رواه البخاري عن القعنبي عن عبد العزيز بن حازم عن أبيه وأخرجه مسلم عن قتيبة ووقع لنا موافقة في شيخه وقالا جميعا الكوكب في السماء.

(19) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون أو ترون الكوكب الدري الغارب في الأفق الطالع في تفاضل الدرجات قالوا يا رسول الله أولئك النبيون قال بلى والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله عز وجل وصدقوا المرسلين. هذا الحديث على شرط البخاري والله أعلم.

(20) عن عائشة قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله والله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من أهلي وأحب إلي من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين) الآية. لا أعلم بإسناد هذا الحديث بأسا والله أعلم.

ذكر أعلى منزلة في الجنة وما اسمها

(21) عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة. أخرجه البخاري في صحيحه عن علي بن عياش.

(22) عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة. صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن محمد بن سلمة المرادي وترك ذكر ابن لهيعة.

(23) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صليتم علي فسألوا الله لي الوسيلة قيل يا رسول الله وما الوسيلة قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو. كذا رواه الإمام أحمد رضي الله عنه في مسنده.

(24) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله لي الوسيلة فإنه لم يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة. قال سليمان بن أحمد لم يروه عن ابن أبي ذئب إلا موسى بن أعين.

ذكر أعلى الجنات وأفضلها نسأل الله من فضله

(25) عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن. صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فرواه البخاري في كتاب التوحيد عن علي بن المديني ورواه مسلم في كتاب الله الإيمان عن نصر بن علي وغيره كلهم عن عبد العزيز بن عبد الصمد ووقع لنا موافقة في شيخ مسلم.

(26) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان فإن حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا نخبر الناس قال إن في الجنة مئة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهد في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تُفَجَّرُ أو تَفَجَّرُ أنهار الجنة. شك أبو عامر. صحيح أخرجه البخاري عن إبراهيم بن منذر عن محمد بن فليح عن أبيه بمعناه.

(27) عن أنس بن مالك أن أم الربيع ابنة البراء وهي أم حاثة ابن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة -وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب- فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه البكاء فقال يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى. قال قتادة الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها. أخرجه البخاري بنحوه في الجهاد عن محمد بن عبد الله عن حسين بن محمد بن أحمد عن شيبان.

(28) عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى هؤلاء الصلوات الخمس وصام شهر رمضان -لا أدري ذكر زكاة أم لا- كان حقا على الله أن يغفر له هاجر أو قعد حيث ولدته أمه قلت يا رسول الله ألا أخرج فأوذن الناس فقال لا ذر الناس يعملون فإن في الجنة مئة درجة بين كل درجتين منهما مثل ما بين السماء والأرض وأعلى درجة منها الفردوس وعليها يكون العرش وهي أوسط شيء في الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله تعالى فسألوه الفردوس. أخرجه الترمذي في صفة الجنة بنحوه عن قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي كلاهما عن عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار. وأخرجه ابن ماجه من قوله فإن الجنة مئة درجة. إلى آخره عن سويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم.

(29) عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين مسيرة مئة عام والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر الأنهار الأربعة والعرش فوقها فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس الأعلى. أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع.

(30) عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفردوس ربوة الجنة وأعلاها وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنة. سعيد بن بشير كان شعبة يوثقه وتكلم فيه غيره وقد روي من غير هذا الطريق.

(31) عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل الله تعالى في آخر ثلاث ساعات يبقين من الليل فينظر الله في الساعة الأولى منهن في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ثم ينظر في الساعة الثانية في جنة عدن وهي مسكنه الذي يسكن لا يكون معه فيها أحد إلا الأنبياء والشهداء والصديقون وفيها ما لم يره أحد ولا خطر على قلب بشر ثم يهبط آخر ساعة من الليل فيقول ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له ألا سائل يسألني فأعطيه ألا داع يدعوني فأستجيب له حتى يطلع الفجر وكذا قال الله عز وجل: (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) فيشهده الله وملائكته.

(32) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله بنى الفردوس بيده وحظرها على كل مشرك وكل مدمن الخمر سكير.

(33) عن عبد الله بن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله تبارك وتعالى ثلاثة أشياء بيده خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الفردوس بيده ثم قال وعزتي لا يدخلها مدمن خمر ولا الديوث قالوا يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث قال الذي يقر السوء في أهله. اسم أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي تكلم فيه بعض العلماء.

ذكر أفضل أهل الجنة منزلة نسأل الله من فضله

(34) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه ينظر إلى أزواجه وسرره وخدمه وإن أفضلهم منزلة من ينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين. رواه الترمذي بنحوه وقال رواه من غير وجه عن ابن عمر مرفوعا ورواه عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قوله ولم يرفعه. قلت رواه أبو نعيم عن إسرائيل عن ثوير قال سمعت ابن عمر يقول إن أدناه قال ألف سنة. وقال إسرائيل لا أعلم ثوير إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ذكر أفضل ما يعطى أهل الجنة نسأل الله من فضله

(35) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا. صحيح هكذا أخرجه مسلم رواه البخاري عن معاذ بن أسد عن عبد الله بن المبارك.

(36) عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله عز وجل هل تشتهون شيئا فأزيدكم قالوا يا ربنا ما خير ما أعطيتنا قال رضواني أكبر. هذا عندي على شرط الصحيح والله أعلم.

ذكر عدد درجات الجنة

(37) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين مسيرة خمسمئة عام. أخرجه الترمذي في صفة الجنة عن عباس العنبري عن يزيد بن هارون وقال حديث حسن صحيح وعنده ما بين كل درجتين مئة عام.

(38) عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للجنة مئة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم. رواه الترمذي عن قتيبة عن ابن لهيعة.

ذكر أن الله عز وجل بفضله وكرمه أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
(39) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مصداق ذلك في كتاب الله: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون). كذا أخرجه مسلم في صحيحه وقد رواه البخاري عن الحميدي وعلي بن المديني عن سفيان هو ابن عيينة.

(40) عن سهل بن سعد يقول شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ثم قال في آخر حديثه فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم اقترأ هذه الآية: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون). رواه مسلم في صحيحه عن هارون.

(41) عن الشعبي عن المغيرة بن شعبة رفعه ابن أبجر ولم يرفعه مطرف قال قال موسى عليه السلام يا رب أخبرني عن أدنى أهل الجنة منزلة قال نعم هو رجل يجيء بعدما نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له ادخل الجنة فيقول يا رب وكيف أدخلها وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال أما ترضى أن يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت ربي فيقول فإن لك مثله ومثله وعقد سفيان أصابعه الخمس فيقول رضيت ربي فيقول فإن لك هذا ما اشتهيت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت ربي قال موسى يا رب فأخبرني عن أعلى أهل الجنة منزلة قال نعم أولئك الذين أردت وسأخبرك عنهم غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ومصداق ذلك في كتاب الله: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون). صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن سعيد بن عمرو الأشعثي ومحمد بن أبي عمر العدني وبشر بن الحكم عن سفيان بن عيينة بنحوه وفي رواية ابن أبي عمر يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ذكر تكلم الجنة 

(42) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله جنة عدن خلق ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون.

ذكر بناء الجنة نسأل الله من فضله أن يدخلنا الجنة

(43) عن أبي هريرة يقول قلنا يا رسول الله إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد قال لو تكونون أو قال لو أنكم تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم قال قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين. كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده ورواه الترمذي.

(44) عن ابن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال من يدخل الجنة يحيا لا يموت وينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه قيل يا رسول الله كيف بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها مسك أذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران.

(45) عن فاطمة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أبن أمنا خديجة قال في بيت من قصب لا لغو فيه ولا نصب بين مريم وآسية امرأة فرعون قالت أمن هذا القصب قال لا من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت. قال الطبراني لا يروى هذا الحديث عن فاطمة إلا بهذا الإسناد تفرد به صفوان بن عمرو.

ذكر تربة الجنة نسأل الله الجنة بفضله وكرمه

(46) عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك. صحيح مختصر من حديث المعراج اتفق البخاري ومسلم على إخراجه بطوله من حديث يونس بن يزيد الأيلي فرواه البخاري في الصلاة من غير طريق أحدها عن يحيى بن بكير عن الليث بن سعد رواه مسلم في كتاب الإيمان عن حرملة بن يحيى المصري ووقع لنا موافقة.

(47) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ابن صائد عن تربة الجنة فقال درمكة بيضاء مسك خالص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق. صحيح أخرجه مسلم بنحوه.

ذكر لون الجنة نسأل الله بفضله وكرمه

(48) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خلق الله الجنة بيضاء وأحب الزي إلى الله البياض فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم ثم أمر برعاء الشاء فجمعت فقال من كان ذا غنم سود فليخلط بها بيضاء فجاءته امرأة فقالت يا رسول الله إني اتخذت غنما سوداً فلا أراها تنمو قال عفّري.

ذكر نور الجنة نسأل الله بفضله وكرمه

(49) عن زميل بن سماك سمع أباه يحدث أنه لقي عبد الله بن عباس بالمدينة بعدما كف بصره فقال يا ابن عباس ما أرض الحنة قال مرمرة بيضاء من فضة كأنها مرآة قلت ما نورها قال ما رأيت الساعة التي تكون فيها قبل طلوع الشمس فذلك نورها ألا إنه ليس فيها شمس ولا زمهرير قال قلت فما أنهارها أفي أخدود قال لا ولكنها تجري على أرض الجنة مستكفة لا تفيض ها هنا ولا ها هنا قال الله لها كوني فكانت قلت فما حلل الجنة قال فيها شجرة فيها ثمر كأنه الرمان فإذا أراد ولي الله منها كسوة انحدرت إليه من غصنها فانفلقت له عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ثم تستطبق فترجع كما كانت.

ذكر موضع سوط في الجنة ونحوه

(50) عن سهل بن سعد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها. أخرجه البخاري عن القعنبي.

(51) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيد سوط أحدكم من الجنة خير مما بين السماء والأرض. أخرجه الإمام أحمد في المسند وهذا على شرط الصحيحين والله أعلم.

(52) عن أبي عمرو بن الحارث أن سليمان بن حميد حدثه أن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال سليمان لا أعلم إلا أنه حدثني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو أن ما أقل ظفر من الجنة برز للدنيا لتزخرفت له ما بين السماء والأرض. رواه الترمذي أطول من هذا.

ذكر الخيام في الجنة نسأل الله من فضله بفضله

(53) عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا. هكذا أخرجه مسلم في صحيحه وقد أخرجه البخاري أيضا عن حجاج بن منهال عن همام عن أبي عمران بنحوه وقال ثلاثون ميلا وقال قال أبو عبد الصمد والحارث بن عبيد عن أبي عمران ستون ميلا. وقد رواه أيضا من رواية أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران.

ذكر غرف الجنة نسأل الله من فضله بفضله

(54) عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال يا رسول الله لمن هي قال لمن طيب الكلام وأطعم الطعام أدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام. أخرجه الترمذي عن علي بن حجر بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق.

(55) عن معاوية بن سلام عن زيد بن سلام حدثني أبو سلام حدثني أبو معانق الأشعري حدثني أبو مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام. ورواه يحيى بن أبي كثير فقال عن معانق أو ابن معانق.

(56) عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها قال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام. هذا عندي إسناد حسن وذكر أبي مالك فيه مما يدل على صحته لأن أبا مالك قد رواه. وإسناده أيضا حسن.

ذكر شجر الجنة

(57) عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها. أخرجه البخاري ومسلم جميعا عن إسحاق بن راهويه عن مغيرة المخزومي عن وهيب.

(58) عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مئة عام ما يقطعها. أخرجه البخاري ومسلم جميعا عن إسحاق مع الحديث الأول إلا أن البخاري قال وقال إسحاق.

(59) عن أبي هريرة قال قال رسول الله في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة سنة اقرءوا إن شئتم: (وظل ممدود) وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاب قوس أو سوط في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب. رواه البخاري في صحيحه عن محمد بن سنان عن فليح ولم يذكر السوط. وقال مما طلعت عليه الشمس أو تغرب. وروى مسلم من رواية الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة سنة لا يقطعها.

(60) عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: (وظل ممدود) قال في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عامة لا يقطعها. أخرجه البخاري في صفة الجنة عن روح بن عبد المؤمن عن يزيد ابن زريع.

(61) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما أو مئة سنة هي شجرة الخلد. كذا رواه الإمام أحمد في مسنده.

(62) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها. رواه حرملة فذكره ابن باده.

(63) عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في الجنة شجرة إلا ساقها من ذهب. أخرجه الترمذي في صفة الجنة عن عبد الله بن سعيد أبي سعيد الكندي الأشج وقال حسن غريب.

(64) عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك قال طوبى  لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني فقال رجل يا رسول الله وما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها.

(65) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال نخل الحنة جذوعها من زمرد أخضر وكربها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ليس فيه عجم.

(66) عن عكرمة عن ابن عباس قال الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مئة عام في كل نواحيها قال فيخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها قال فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا.

ذكر ثمر الجنة نسأل الله من فضله

(67) عن عبد الله بن عباس قال خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فذكر صلاة الكسوف وفيه قالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت فقال إني رأيت الجنة أو أريت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. صحيح اتفق البخاري عن القعنبي وعبد الله بن يوسف وإسماعيل ابن أبي أويس ثلاثتهم عن مالك ورواه مسلم عن محمد بن رافع عن إسحاق بن عيسى عن مالك.

(68) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت يا جبريل ما هذا قال أما النهران الباطنان ففي الجنة وأما النهران الظاهران فالنيل والفرات. رواه البخاري بنحوه من رواية شعبة عن قتادة عن أنس تعليقا وفي صحيح مسلم من رواية ثابت عن أنس ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال.

(69) عن جابر قال بينا نحن في صلاة الظهر إذ تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدمنا ثم تناول شيئا ليأخذه ثم تأخر فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب يا رسول الله صنعت اليوم في الصلاة شيئا ما كنت تصنعه قال إنه عرضت علي الجنة وما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت منها قطفا لآتيكم به فحيل بيني وبينه ولو آتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه. روي عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته أو قال تناولت منها قطفا فقصرت يدي عنه. هذا القدر في صحيح مسلم.

(70) عن يحيى بن أبي كثير عن عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الحوض وذكر الجنة ثم قال الأعرابي فيها فاكهة قال نعم وفيها شجرة طوبى فذكر شيئا لا أدري ما هو قال أي شجر أرضنا تشبه قال ليست تشبه شيئا من شجر أرضك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتيت الشام قال لا قال تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد وينفرش أعلاها قال ما عظم أصلها قلا لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما قال فيها عنب قال نعم قال فما عظم العنقود قال مسيرة شهر للغراب الأبقع ولا يفتر قال فما عظم الحبة قال هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما قال نعم قال فسلخ إهابه فأعطاه أمك قال اتخذي لنا منه دلوا قال نعم قال الأعرابي فإن تلك الحبة لتشبعني وأهل بيتي قال نعم وعامة عشيرتك. هكذا أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده.

(71) عن أسماء بنت أبي بكر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر سدرة المنتهى فقال يسير في ظل الفنن الراكب منها مئة سنة أو قال يستظل في الفنن منها مئة راكب فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال. رواه الترمذي في ذكر ثمار الجنة عن أبي كريب عن يونس بن بكير وقال شك يحيى وقال حديث غريب.

(72) عن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها يعني الطلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون الآخر. التيس الملبود الذي قد اجتمع شعره بعضه على بعض.

(73) عن سليم بن عامر قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم قال أقبل أعرابي يوما فقال يا رسول الله ذكر الله في الجنة شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هي قال السدر فإن له شوكا مؤذيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس الله يقول: (في سدر مخضود) وخضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة فإنها لتنبت ثمرا تفتق الثمرة منها عن اثنين وسبعين لونا طعام وما فيها لون يشبه الآخر.

(74) عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى. لا أعلم أنه روي إلا من هذا الطريق وعبّاد تكلم فيه بعض العلماء.

(75) عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهبط الله آدم عليه السلام من الجنة علمه صنعة كل شيء وزوده من ثمار الجنة فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أنها تغير وتلك لا تغير.

(76) عن أبي إسحاق عن  البراء في قوله: (وذللت قطوفها تذليلا) قال أدنيت ليتناولوها وهم نيام. حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحاق عن البراء في قوله: (وذللت قطوفها تذليلا) قال وذللت لهم يقطعون منها كيف شاؤوا.

ذكر طعام أهل الجنة وذكر أكلهم وشرابهم نسأل الله من فضله

(77) عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك ويلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس. أخرجه مسلم في صحيحه عن سعيد بن يحيى الأموي بنحوه ورواه أيضا من رواية طلحة بن نافع عن جابر وفيه قالوا فما بال الطعام قال جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد.

(78) عن زيد بن أرقم جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال نعم والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مئة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة قال فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى قال يكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه. رواه الإمام أحمد بنحوه في مسنده عن أبي معاوية محمد بن حازم وأخرجه النسائي بنحوه عن علي بن حجر عن علي بن مسهر.

(79) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا.

(80) عن ثابت قال قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا فربما رأى الرجل الرؤيا فسأل عنه إذا لم يكن يعرفه فإذا أثني عليه معروف كان أعجب لرؤياه إليه فأتته امرأة فقالت يا رسول الله رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة فأدخلت الجنة فسمعت وجبة ارتجت لها الجنة فنظرت فإذا فلان بن فلان وفلان بن فلان فسمت اثني عشر رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث سرية قبل ذلك فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل اذهبوا بهم إلى نهر البيذخ أو البيذخ قال فغمسوا فيه فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر فأتوا بصحفة من ذهب فيها بسر فأكلوا من بسره ما شاءوا فما يقلبونها من وجه إلا أكلوا من الفاكهة ما أرادوا وأكلت معهم فجاء البشير من تلك السرية فقال ما كان من أمرنا كذا وكذا فأصيب فلان وفلان حتى عد اثني عشر رجلا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة فقال قصي رؤياك فقصتها وجعلت تقول جيء فلان وفلان كما قال. هذا عندي على شرط مسلم وقد أخرج حديثا بهذا الإسناد. رواه الإمام أحمد في المسند عن بهز بن أسد وعفان عن سليمان بن المغيرة بنحوه.

(81) عن مسروق عن عبد الله في قوله جل وعلا : (يسقون من رحيق مختوم) قال الرحيق هو الخمر والمختوم يجدون عاقبتها ريح المسك.

(82) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: (يسقون من رحيق) إلى قوله: (ومزاجه من تسنيم) قال التسنيم أشرف شراب أهل الجنة يشربها المقربون صرفا ويمزج لأصحاب اليمين.

ذكر أول طعام يأكله أهل الجنة

(83) عن أنس أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فسأله عن أشياء قال إني سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي قال ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد ينزع إلى أبيه والولد ينزع إلى أمه قال أخبرني بهن جبرائيل عليه السلام آنفا قال ابن سلام فذاك عدو اليهود من الملائكة قال أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد. رواه البخاري بنحوه في خلق آدم عن محمد بن سلام عن مروان الفزاري عن حميد عن أنس ومن غير طريق إلى حميد.

(84) عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فذكر حديثا وفيه فقال اليهودي فما تحيتهم. كذا فيه، ولعله: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال زائدة كبد الحوت قال فما غذاؤهم على أثرها قال ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها قال فما شرابهم عليه قال من عين تسمى سلسبيلا قال صدقت. رواه مسلم عن الحلواني عن أبي توبة.

ذكر أنهار الجنة نسأل الله بفضله وكرمه

(85) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر. رواه البخاري عن هدبة بن خالد بنحوه.

(86) عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي عز وجل. رواه مسلم عن أبي كريب عن ابن فضيل.

(87) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فإذا أنا بنهر يجري حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت يدي إلى ما يجري فيه من الماء فإذا أنا بمسك أذفر فقلت لمن هذا يا جبريل قلا هذا الكوثر الذي أعطاكه الله عز وجل.

(88) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكوثر نهر في الجنة حافتاه الذهب مجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج. أخرجه الترمذي في التفسير عن هناد عن محمد بن فضيل بنحوه وقال حديث حسن صحيح. ورواه ابن ماجه عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج بنحوه.

(89) عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب يجري على الدر والياقوت ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد.

(90) عن مجاهد: (إنا أعطيناك الكوثر) قال الخير الكثير. قال وقال أنس بن مالك نهر في الجنة. وقالت عائشة هو نهر في الجنة ليس أحد يدخل إصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر.

(91) عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة بحر الماء وبحر الخمر وبحر اللبن وبحر العسل ثم تشقق بعد منه الأنهار. أخرجه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن بشار عن يزيد بن هارون عن الجريري بمعناه وقال حديث حسن صحيح. والجريري اسمه سعيد بن إياس. ورواه الإمام أحمد في مسنده عن يزيد بن هارون عن الجريري بنحوه.

(92) عن أبي بكر بن عبا لله بن قيس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأنهار تشخب من جنة عدن في جوبة ثم تصدع بعد أنهارا.

(93) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلكم تظنون أن أنهار الجنة خدود في الأرض لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض حافتاه قباب اللؤلؤ وطينها المسك الأذفر قيل يا رسول الله وما الأذفر قال الذي لا خلط له. رواه أبو بكر بن أبي الدنيا عن يعقوب بن عبيد عن يزيد بن هارون بإسناده موقوفا لم يذكر النبي

صلى الله عليه وسلم.

ذكر ما في الدنيا من أنهار الجنة

(94) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة. كذا أخرجه مسلم في صحيحه ورواه الإمام أحمد عن عبد الله بن نمير.

(95) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزل الله من الجنة خمسة أنهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما نهرا العرق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة  من درجاتها على جناحي جبريل عليه السلام فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم فذلك قوله: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض) فإذا كان عند خرج يأجوج ومأجوج أرسل جبريل فرفع من الأرض القرآن والعلم كله والحجر الأسود وركن البيت ومقام إبراهيم وتابوت موسى عليه السلام بما فيه وهذه الأنهار الخمسة فرفع كل ذلك إلى السماء فذلك قوله: (وإنا على ذهاب به لقادرون) فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدنيا والآخرة. لا أعلم أني سمعته إلا من طريق مسلمة بن علي وهو من جملة الضعفاء والله أعلم.

ذكر سوق الجنة نسأل الله من فضله وكرمه

(96) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا. كذا أخرجه مسلم في صحيحه. ورواه الإمام أحمد عن عفان عن حماد وزاد فيه كثبان المسك فإذا خرجوا إليها هبت الريح.

(97) عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة فقال سعيد أَوَ فيها سوق قال نعم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون الله في روضة من رياض الجنة فيوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ياقوت ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس أدناهم وما فيهم دني على كثبان المسك والكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا فقال أبو هريرة فقلت يا رسول الله هل نرى ربنا عز وجل قال نعم هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا لا قال فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره محاضرة حتى يقول يا فلان ابن فلان أتذكر يوم كذا وكذا فيذكره بعض غدراته في الدنيا فيقول بلى أفلم تغفر لي فيقول بلى فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه قال فبينا هم على ذلك غشتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدا مثل ريحه شيئا قط قال ثم يقول ربنا قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم قال فيأتون سوقا قد حفت بها الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب قال فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه ولا يشترى في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا قال فيقبل ذو البزة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللباس والهيئة فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها قال ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا بحبنا لقد جئت وإنك من الجمال والطيب أفضل ما فارقتنا عليه فيقول إنا جالسنا اليوم ربنا عز وجل وبحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا. أخرجه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن إسماعيل عن هشام بن عمار بنحوه وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. ورواه أبو عبد الله بن ماجه عن هشام بن عمار بنحوه.

(98) عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا صور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل الصورة دخل فيها . أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع وقال حديث غريب.

ذكر لباس أهل الجنة نسأل الله من فضله وكرمه

(99) عن أبي هريرة أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. أخرجه مسلم إلى قوله شبابه. في صفة الجنة عن ابن حرب عن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد ورواه أحمد في المسند بكماله عن عبد الرحمن بن مهدي وغيره ووقع لنا عاليا من رواية هدبة.

(100) عن عبد الله بن عمرو قال جاء أعرابي عُلْويّ جريء فقال يا رسول الله أخبرنا عن الهجرة إليك أينما كنت أم لقوم خاصة أم إلى أرض معلومة أم إذا مت انقطعت فسأل ثلاث مرار ثم جلس فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيرا ثم قال أين السائل قال ها هو ذا يا رسول الله قال الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ثم أنت مهاجر وإن مت بالحضر فقام آخر فقال يا رسول الله أخبرني عن ثياب أهل الجنة أتخلق خلقا أو أتنسج نسجا قال فضحك بعض القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تضحكون من جاهل يسأل عالما فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال أين السائل عن ثياب الجنة قال ها هو ذا يا رسول الله قال لا بل تشقق عنها ثمر الجنة. ثلاث مرار. أخرجه أحمد في المسند عن عبد الرحمن بن مهدي وفيه جريء بدل جرمي.

(101) عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوء القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء لكل واحد منهم زوجتان من حور العين على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ سوقهما من وراء لحومهما وحللهما كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء. هذا عندي على شرط الصحيح والله أعلم.

(102) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيد سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها ولنصيف امرأة من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها قلت يا أبا هريرة وما النصيف قال الخمار. كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده.

(103) عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب عل منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها من أنت فتقول أنا المزيد وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوبى فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وإن عليهم التيجان وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب. روى الترمذي منه ذكر التيجان وأن أدنى لؤلؤة. عن سويد بن نصر عن رشدين بن سعد عن عمرو.

(104) عن أبي سلام الأسود قال سمعت أبا أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن.

(105) وبه حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي عن خاله الزميل أنه سمع أباه قال قلت لابن عباس ما حلل الجنة قال فيها شجر فيها ثمر كأنه الرمان فإذا أراد ولي الله كسوة انحدرت إليه من غصنها فانفلقت عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ثم تستطبق فترجع كما كانت.

ذكر فرش أهل الجنة نسأل الله من فضله بفضله

(106) عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وفرش مرفوعة) قال والذي نفسي بيده وإن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض وإن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمئة عام. رواه الترمذي بنحوه عن أبي كريب عن رشدين عن عمرو وهو ابن الحارث وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد وروايتنا من غير رواية رشدين وقال الترمذي وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث إن معناه الفرش في الدرجات كما بين السماء والأرض.

ذكر صفة أهل الجنة وصفة كلامهم نسأل الله الجنة بفضل رحمته

(107) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال له اذهب فسلم في أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا فلم يزل ينقص الخلق بعد الآن. صحيح من حديث همام بن منبه بن كامل الصنعاني من أبناء الفرس يكنى بأبي عقبة أخي وهب بن منبه أخرجه البخاري في الاستئذان عن يحيى بن جعفر ورواه مسلم في صفة الجنة عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق بنحوه واتفقا على ذكر الصورة.

(108) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع. رواه الإمام أحمد في مسنده عن يزيد بن هارون وعفان بن مسلم عن حماد بن سلمة قيل تفرد به حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان والله أعلم.

(109) عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين بني ثلاث وثلاثين. رواه الترمذي في صفة الجنة عن أبي هريرة محمد بن فراس البصري عن أبي داود عن عمران وقال حديث حسن غريب. 

(110) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين سنة جردا مردا مكحلين ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم. هكذا ورد في غالب الروايات سوى ما روي عن أبي سعيد وهو حاضر.

(111) عن أبي سعدي الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها وكذلك أهل النار. رواه الترمذي في صفة الجنة عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك عن رشدين بن سعد عن ابن الحارث.

(112) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستون ذراعا بذراع الملك على حسن يوسف وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة وعلى لسان محمد جرد مكحلون.

(113) عن عطاء بن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي. العلاء بن عمرو الحنفي ويحيى بن يزيد تكلم فيهما.

ذكر نساء أهل الجنة

(114) عن أيوب عن محمد قال إما تفاخروا وإما تذاكروا الرجال أكثر في الجنة أم النساء فقال أبو هريرة أو لم يقل أبا القاسم إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضوء كوكب دري في السماء لكل منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة عزب. هكذا رواه مسلم في صحيحه.

(115) وقد تقدم من رواية همام بن منبه عن أبي هريرة نحو هذا وهو في الصحيحين.

(116) وتقدم أيضا من رواية أبي زرعة عن أبي هريرة وأزواجهم الحور العين.

(117) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قده يعني سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولطاب ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها. رواه البخاري في الجهاد عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن حميد بنحوه.

(118) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم للرجل من أهل الجنة زوجتان من حور العين على كل واحدة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الثياب. كذا أخرجه الإمام أحمد.

(119) عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله أخبرن عن قول الله عز وجل: (وحور عين) قال حور بيض عين ضخام العيون شَفْرُ الحوراء بمنزلة جناح النسر قلت أخبرني عن قوله عز وجل: (كأنهن لؤلؤ مكنون) قال صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي قلت يا رسول الله أخبرني عن قوله :(فيهن خيرات حسان) قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه قلت يا رسول الله أخبرني عن قوله: (كأنهن بيض مكنون) قال رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشرة وهو الغرقيء قلت يا رسول الله أخبرني عن قوله: (عربا أترابا) قال هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عربا متعشقات محببات أترابا على ميلاد واحد قلت يا رسول الله نساء الدنيا أفضل أم الحور العين قال بل نساء الدنيا أفضل من حور العين كفضل الظهارة على البطانة قلت يا رسول الله وبما ذلك قال بصلواتهن وصيامهن وعبادتهن الله ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير بيض الألوان حضر الثياب صفر الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا طوبى لمن كنا له وكان لنا قلت يا رسول الله المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها قال يا أم سلمة أنها تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول أي رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الدنيا فزوجنيه يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة. لا أعلمه روي إلا من طريق سليمان بن أبي كريمة وفيه كلام.

(120) عن أبي هريرة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه فذكر حديثا طويلا وفيه فأقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في أهل الجنة يدخلون الجنة فيقول الله قد شفعتك وأذنت لهم في دخول الجنة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم فيدخل رجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله بعبادتها الله في الدنيا يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ عليه سبعون زوجا من سندس وإستبرق وإنه ليضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى يده نم صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت كبده لها مرآة فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء ما يفتر ذكره ولا تشتكي قبلها فبينا هو كذلك إذ نودي إنا قد عرفنا أنك لا تَمل لا تُمل إلا أنه لا مني ولا منية إلا أن يكون لك أزواج غيرها فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة كلما جاء واحدة قالت والله ما في الجنة شيء أحسن منك ما في الجنة شيء أحب إلي منك. هذا من حديث الصور لا أعرفه إلا من حديث إسماعيل بن رافع وقد ضعفه غير واحد من الأئمة والرجل الذي روى عنه القرظي لا ندري من هو والله أعلم.

(121) عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وستون -كذا رأيته والصواب وسبعون- زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية وصنعاء. رواه الترمذي عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك عن رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث وعنده واثنتان وسبعون زوجة.

(122) عن مجاهد عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الحور العين من الزعفران. قال سليمان بن أحمد لا يروى إلا بهذا الإسناد تفرد به علي بن الحسن بن هارون.

ذكر غناء حور العين

(123) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط إن مما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرن بقرة أعيان وإن مما يغنين به نحن الخالدات فلا نمتنه نحن الآمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا نظعنه. قال سليمان بن أحمد لم يروه عن زيد بن أسلم إلا محمد تفرد به ابن أبي مريم.

(124) عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة مجتمعا للحور العين يرفعن أصواتا لم يسمع الخلائق بمثلها قال يقلن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له. أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع وقال حديث غريب.

(125) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحور يغنين في الجنة نحن الجوار الحسان خلقنا لأزواج كرام.

ذكر نكاح أهل الجنة

(126) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من النساء قلت يا رسول الله ويطيق ذلك قال يعطى قوة مئة. رواه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن بشار ومحمود بن غيلان كلاهما عن أبي داود الطيالسي وقال حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من حديث عمران القطان وعنده قيل يا رسول الله أو يطيق ذلك. بدل قلت.

(127) عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة فقال إن الرجل ليصل في اليوم إلى مئة عذراء. قال الطبراني لم يروه عن هشام إلا زائدة تفرد به الجعفي لفظ عبد الله بن عمر بن أبان وقال أبو همام قال قلنا يا رسول الله نفض إلى نسائنا في الجنة فقال إي والذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مئة عذراء. قلت ورجال هذا الحديث عندي على شرط الصحيح والله أعلم.

(128) عن عاصم بن لقيط أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله فعلى ما نطلع من الجنة قال على أنهار من عسل مصفى وأنهما من كأس ما بها صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن وفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله وأزواج مطهرة قلت يا رسول الله أَوَ لنا فيها أزواج مصلحات قال الصالحات للصاحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذونكم غير أن لا توالد.

(129) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أنطأ في الجنة قال نعم والذي نفسي بيده دحما دحما فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا. ابن حجيرة اسمه عبد الرحمن ودراج اسمه عبد الرحمن بن سمعان البصري وثقه يحيى بن معين وأخرج عنه أبو حاتم بن حبان في صحيحه وكان بعض الأئمة ينكر بعض حديثه والله أعلم.

(130) عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا. قال الطبراني لم يروه عن عاصم إلا شريك تفرد به معلى أخبرنا محمد بن أحمد الصيدلاني أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم.

(131) عن سليم بن يحيى أنه سمع أبا أمامة يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل هل يتناكح أهل الجنة قال بذكر لا يمل وبشهوة لا تنقطع دحما دحما.

(132) عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أيجامع أهل الجنة قال دحما دحما ولكن لا مني ولا منية. هاشم وخالد بن يزيد تكلم فيهما.

ذكر أن أهل الجنة لا يموتون فيها نسأل الله الجنة بفضله وكرمه

(133) عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لأهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا وإن لكم أن تعيشوا أبدا ولا تموتوا أبدا وإن لكم أن تتنعموا فلا تبأسوا أبدا وإن لكم أن تشبوا ولا تهرموا أبدا. قال الطبراني لم يروه عن الثوري إلا عبد الرزاق. رواه مسلم في صحيحه عن إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق بنحوه.

(134) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتقى الله دخل الجنة ينعم فيها ولا يبأس ويحيا فيها ولا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه. كذا في سماعنا وأظنه أحمد بن حفص عن أبيه والله أعلم والحجاج بن الحجاج.

ذكر أن أهل الجنة لا ينامون

(135) عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون.

(136) عن جابر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل أينام أهل الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون.

ذكر معرفة أهل الجنة منازلهم فيها نسأل الله من فضله

(137) عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار يتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة والذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا. صحيح أخرجه البخاري في كتاب المظالم عن إسحاق بن إبراهيم عن معاذ بن هشام ورواه في الرقاق عن الصلت بن محمد عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة.

ذكر الأولاد في الجنة

(138) عن أبي سعيد أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي. أخرجه الترمذي وابن ماجه جميعا عن محمد بن بشار عن معاذ وقال الترمذي حديث حسن غريب. هذا الحديث عندي على شرط مسلم والله أعلم.

ذكر طير الجنة نسأل الله من فضله

(139) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة فقال أبو بكر يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة قال أَكَلَتُهَا أنعم منها. ثلاثا. وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها يا أبا بكر. كذا رواه الإمام أحمد في المسند عن غير طريق.

(140) عن سليمان بن موسى حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يبيض وجوهنا ألم يثقل موازيننا ألم يزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة فيكشف لهم عن الحجاب فينظرون إلى الله عز وجل فما شيء أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة. صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون وعن عبيد الله بن عمر القواريري عن عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن حماد بن سلمة بنحوه. ولا أعلمه مرفوعا إلا من حديث حماد بن سلمة.

(141) عن أنس بن مالك قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل. وسَلْمٌ ونوح تكلم فيهما.

(142) عن أبي بن كعب قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزيادتين في كتاب الله: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال النظر إلى وجه الرحمن وسألته عن قوله: (وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون) قال الزيادة عشرون ألفا.

 (143) عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أربع عشرة من الشهر فقال أترون هذا القمر فإنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فمن استطاع منكم فلا يغلبن على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. صحيح متفق على صحته وثبوته رواه البخاري في صحيحه من طرق أحدها هذه عن الحميدي واسمه عبد الله بن الزبير بنحوه عن مروان وحده. ورواه عن يوسف بن موسى عن عاصم بن يوسف اليربوعي عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع عن إسماعيل وفيه إنكم سترون ربكم عيانا. ورواه مسلم بنحوه عن زهير بن حرب عن مروان.

(144) عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أهل الجنة في ملكهم ونعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رءوسهم فإذ الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم من فوقهم فيقول السلام عليكم يا أهل الجنة فذلك قوله تبارك وتعالى: (سلام قولا من رب رحيم) فينظرون إليه وينظر إليهم فلا يلتفتون إلى شيء من الملك والنعيم حتى يحتجب عنهم قال فيبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم. رواه ابن ماجه في سننه بنحوه من حديث ابن المنكدر عن جابر.

ذكر يوم المزيد في الجنة نسأل الله من فضله بفضله وكرمه

(145) عن عثمان بن مسلم عن أنس بن مالك قال أبطأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما فرغ قلنا لقد احتبست قال إن جبريل أتاني كهيئة المرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقال إن هذه الجمعة فيها خير لك ولأمتك وقد أرادها اليهود والنصارى فأخطأوها قلت يا جبريل ما هذه النكتة سوداء قال إن هذه الساعة التي في يوم الجمعة لا يوافقها عبد يسأل الله خيرا من قسمة إلا أعطاه إياه وذخر له مثله يوم القيامة أو صرف من السوء مثله وإنه خير الأيام عند الله وأن أهل الجنة يسمونه يوم المزيد قلت يا جبريل وما يوم المزيد قال إن في الجنة واديا أفيح تربته مسك أبيض ينزل الله عز وجل إليه كل يوم جمعة فيوضع كرسيه ثم يجاء بمنابر من نور فتوضع خلفه فتحضيه الملائكة ثم يجاء بكراس من ذهب فتوضع ثم يجيء النبيون والصديقون والشهداء والمؤمنون أهل الغرف فيجلسون ثم تبسم الله إليهم فيقول سلوا فيقولون نسألك رضوانك فيقول قد رضيت عنكم فسألوا فيقولون نسألك رضوانك فيقول قد رضيت عنكم فيسألون مناهم فيعطيهم ما سألوا وأضعافها ويعطيهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم يقول ألم أنجزكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي هذا محل كرامتي ثم ينصرفون إلى غرفهم ويغدون كل يوم جمعة قلت يا جبريل وما غرفهم قال من لؤلؤة بيضاء أو يا قوتة حمراء أو زبرجدة خضراء مقدرة منها أبوابها فيها أزواجها مطردة فيها أنهارها. رواه أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده عن شيبان ابن فروخ عن الصعق بن حزن عن علي بن الحكم البناني عن أنس بنحوه كان في نسخة سماعنا بعض الشيء فكتبته على الصواب والله أعلم.

(146) عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فذكر يوم المزيد فقال فيوحي الله عز وجل إلى حملة العرش بأن يفتحوا الحجب فيما بينه وبينهم فيكون أول ما يسمعون منه تعالى أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني وصدقوا رسلي واتبعوا أمري سلوني فهذا يوم المزيد فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا فارض عنا ويرجع في قوله يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي هذا يوم المزيد فسألوني فيجتمعون على كلمة واحدة أرنا وجهك رب ننظر إليه قال فيكشف الله الحجب فيتجلى لهم تعالى فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله قضى أن لا يموتوا لاحترقوا ثم يقال لهم ارجعوا إلى منازلكم فيرجعون إلى منازلهم ولهم في كل سبعة أيام يوم وذلك يوم الجمعة.

ذكر قوله تعالى: (ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله)

(147) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طيور أعناقها. يعني كأعناق الجزر. فقال عمر إنها لناعمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آكلها أنعم منها. رواه الترمذي في صفة الحنة عن عبد بن حميد عن القعنبي عن محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عن أبيه عن أنس وقال حسن.

(148) عن نافع عن عمر قال ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم طوبى فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر هل بلغك ما طوبى قال الله ورسوله أعلم قال طوبى شجرة في الجنة لا يعلم طولها إلا الله عز وجل يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا. وفيها كحديث وإن فيها طيورا كأمثال البخت فقال أبو بكر يا رسول الله إنها لناعمة قال أنعم منه من يأكله وأنت منهم إن شاء الله عز وجل.

ذكر ما يركب أهل الجنة من الدواب نسأل الله من فضله

(149) عن أبي أيوب قال أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أحب الخيل وهل في الجنة خيل فقال إن دخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحملت عليه فطار بك في الجنة حيث شئت. رواه الترمذي عن محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي عن أبي معاوية وهو محمد بن خازم وقال حديث ليس إسناده بالقوي وأبو سورة هو ابن أخي أبي أيوب يضعف في الحديث.

(150) عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل في الجنة خيل قال إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب على فرس من ياقوتة حمراء تطوف بك في الجنة إلا ركبت فقال يعني آخر يا رسول الله فهل في الجنة إبل فلم يقل له مثل الذي قال لصاحبه قال إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك. أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن عاصم بن علي بنحوه.

ذكر ريح الجنة نسأل الله من فضله بفضله

(151) عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة مئة عام. رواه البخاري بنحوه في الجزية والديات عن قيس يبن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو ولم يذكر بينهما جنادة والله أعلم بالصواب وقال فيه مسيرة أربعين عاما.

(152) عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول صلى الله عليه وسلم من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريح الجنة يوجد من مسيرة مئة عام. لفظ معلل وقال أحمد بن حياب لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد. والباقي مثله قال الطبراني لم يروه عن عوف إلا عيسى بن يونس ورواه الترمذي بنحوه من رواية ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة وفيه مسيرة سبعين خريفا. وقال حسن صحيح. وإسناده عندي على شرط الصحيح والله أعلم.

(153) عن قتادة عن الحسن أو غيره عن أبي بكرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ريح الجنة يوجد من مسيرة مئة عام. كذا رواه معمر عن قتادة ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فقال في روايته خمسمئة عام. وكذلك رواه حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الحسن ورواه شبيب بن شيبة عن الحسن كرواية يونس.

ذكر فرح الحور العين بأزواجهن

(154) عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي قال ذكر النار فعظم أمرها ذكرا لا أحفظه قال: (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) حتى انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا به فشربوا منها فأذهب ما في بطونهم من قذى أو أذى أو بأس ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم ولم تغبر أشعارهم بعدها أبدا ولم تشعث رءوسهم كأنما ادهنوا بالدهان ثم انتهوا إلى خزنة الجنة فقالوا: (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) ثم تلقى الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يقدم عليهم من غيبته يقولون له أبشر بما أعد الله يعني لك من الكرامة ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا قال أنت رأيته قال أنا رأيته وهو بإثري فيستخف إحداهن الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى أساس بنيانه فإذا جندل اللؤلؤ فوقه صرح أخضر وأحمر وأصفر من كل لون ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه فإذا مثل البرق ولولا أن الله عز وجل قدره على النظر لذهب بصره ثم طأطأ رأسه فإذا أزواجه وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ثم نظروا إلى تلك النعمة واتكأوا فقالوا: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي) الآية ثم ينادي مناد تحيون فلا تموتون أبدا وتقيمون فلا تظعنون أبدا وتصحون فلا تمرضون أبدا. قال أبو إسحاق كذا قال.

ذكر الأمر بطلب الجنة

(155) عن كليب بن حزن رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اطلبوا الجنة جهدكم اهربوا من النار بجهدكم فإن الجنة لا ينام طالبها وأن النار لا ينام هاربها وأن الآخرة اليوم محففة بالمكاره وأن الدنيا محففة باللذات والشهوات فلا تلهينكم عن الآخرة. هذا لفظ يعلى بن الأشدق تكلم فيه وكذلك إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي المحرمي وفي رواية سلامة يقول يا قوم اطلبوا الجنة جهدكم واهربوا من النار جهدكم. وفيه ألا إن الآخرة محففة. وآخره الشهوات.

ذكر أن الله جل وعلا أمر بالمسارعة إلى الجنة قال الله عز من قائل: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض) وقال عز وجل : (والله يدعو إلى دار السلام)

(156) عن سعيد بن ميناء قال حدثنا أو سمعت جابرا يقول جاءت ملائكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم أنائم فقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا مثله كمثل رجل بنى دارا فجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة فأولوها فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان قالوا الدر الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم من أطاع محمدا فقد أطاع الله ومن عصى محمدا فقد عصى الله ومحمد فرق بين الناس. صحيح رواه البخاري في كتاب الاعتصام عن محمد بن عبادة الواسطي عن يزيد بن هارون بنحوه.

(157) عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم  إن سيدا بنى دارا واتخذ مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد ألا وإن السيد الله والدار الإسلام والمأدبة الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم.

ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا مشمر للجنة) نسأل الله من فضله

(158) عن شقيق أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى : (ليوفيهم أجورهم) قال أجورهم الجنة يدخلونها: (ويزيدهم من فضله) الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا. قيل غريب من حديث الثوري تفرد به ابن حمير عنه والله أعلم ورواه بقية بن إسماعيل بن عبد الله الكندي عن الأعمش مثله.

ذكر أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم يدخلون الجنة قبل الأمم

(159) عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله كما اختلقوا فيه من الحق فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله له قال يوم الجمعة لنا وغدا لليهود وبعد غد للنصارى. كذا أخرجه مسلم عن أبي خيثمة وسقط من نسخة سماعنا: اختلفوا.

(160) عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق هذا اليوم الذي اختلفوا فيه الناس لنا فيه تبع غدا لليهود، والنصارى بعد غد. أخرجه البخاري ومسلم من طريق عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة ولم أجد في هذه الطريق عندهما ذكر دخول الجنة ووقع لنا عاليا من رواية النسائي ولله الحمد.

(161) عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها وحرمت على الأمم حتى يدخلها أمتي. قال الدارقطني غريب عن الزهري ولا أعلم روي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري غير هذا الحديث ولا رواه إلا عمرو بن أبي سلمة عن زهير وقال غير عمرو عن زهير عن عبد الله ولم ينسبه.

ذكر أول من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

(162) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي فقال أبو بكر يا رسول الله وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي. رواه أبو داود في سننه عن هناد بن السري عن المحاربي.

ذكر أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء

(163) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنياءهم بنصف يوم وهو خمسمئة عام. أخرجه الترمذي في الزهد عن محمود بن غيلان عن قبيصة عن سفيان وعن أبي كريب عن المحاربي. وأخرجه أبو عبد الله بن ماجه في الزهد أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر ثلاثتهم عن محمد بن عمرو وقال الترمذي حديث حسن صحيح. قلت ورجال إسناده قد روى عنهم مسلم في صحيحه وقد روي عن أبي هريرة من غير طريق.

(164) عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا. أخرجه الترمذي في الزهد عن عباس الدوري عن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب وقال حديث حسن وقد تكلم في عمرو بن جابر.

(165) عن عبد الله بن عمرو يقل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا. حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أبي هاني حميد بن هاني عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح عن ابن وهب عنه وفيه يوم القيامة إلى الجنة.

(166) عن معروف بن سويد الجذامي أن أبا عشانة المعافري حدثه أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال هل تدرون أول من يدخل الجنة قالوا الله ورسوله أعلم قال فقراء المهاجرين الذين يتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء تقول الملائكة ربنا نحن ملائكتك وسكان سماواتك لا تدخلهم الجنة قبلنا فيقول عبادي لا يشركوا شيئا يتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يستطع لها قضاء فعند ذلك يدخل عليهم الملائكة من كل باب: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار). أخرجه الإمام أحمد في مستنده عن عبد الله بن يزيد المقرئ بنحوه.

(167) عن عكرمة عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غني ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فيقول أي أخي ماذا حبسك والله لقد احتبست حتى خفت عليك فيقول أي أخي إني حبست يعني بعدك محبسا فظيعا كريها وصلت إليك حتى سال عني من العرق ما لو ورده ألف بعير كلها آكلة حمض لصدرت عنه رِوَاءً. رواه الإمام أحمد في المسند.

ذكر صفة الفقراء

(168) عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وذلك خمسمئة فقال رجل أمنهم أنا يا رسول الله فقال إن تغديت رجوت العشاء وإذا تعشيت لا تهتم بالغداء قال فقام رجل فقال أمنهم أنا يا رسول الله قال هل تجد ثوبا سترا سوى ما عليك قال نعم قال فلست منهم فقام آخر فقال أمنهم أنا يا رسول الله قال هل سمعت ما قلت لهذين قبلك قال نعم قال هل تجد قرضا كلما شئت أن تستقرض قال نعم قال فلست منهم فقام آخر فقال أمنهم أنا يا رسول الله فقال هل سمعت ما قلت لهؤلاء قال نعم قال هل تقدر أن تكتسب قال نعم قال فست منهم قال فقام خامس فقال أنا منهم يا رسول الله قال هل سمعت ما قلت لهؤلاء قال نعم قال هل تمسي عن ربك راضيا وتصبح كذلك قال نعم قال فأنت منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن سادة المؤمنين في الجنة من إذا تغدى لم يجد عشاء وإذا تعشى لم يبت له غداء وإن استقرض لم يجد قرضا وليس له فضل كسوة إلا ما يواري به ما لا يجد منه بدا ولا يقدر على أن يكتسب ما يعيشه يمسي عن الله راضيا أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. قيل غريب من حديث سفيان الثوري عن محمد بن زيد يقال هو العبدي تفرد به عبد الملك.

ذكر أول من يدعى إلى الجنة

(169) عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الحمادون الذين يحمدون الله تعالى في السراء والضراء. قيل لم يروه عن حبيب إلا قيس.

(170) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض علي أول ثلاثة من أمتي يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه وفقير متعفف ذو عيال وأول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله وفقير فخور. روى الإمام أحمد في المسند عن إسماعيل بن إبراهيم عن هشام وليس فيه من أمتي. ورواه الترمذي ولم يذكر ثلاثة من أهل النار. عن محمد بن بشار عن عثمان بن عمر عن ابن المبارك عن يحيى وقال حديث حسن ولم يقل من أمتي أيضا.

(171) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعو سيوفهم على رقابهم على رقابهم تقطر دما فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء قيل الشهداء كانوا أحياء مرزوقين ثم نادى مناد ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ثم نادى.

(172) من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت حدثنا ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ليس من حديث فلم تدعه أو قال فأغضبته فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول نظرت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ونظرت في النار أكثر أهلها النساء. صحيح أخرجه البخاري بنحوه في صفة الجنة وفي الرقاق عن أبي الوليد عن سلم بن زرير عن أبي رجاء واسمه عمران بن ملحان.

(173) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم اطلع في النار فرأى أكثر أهلها النساء واطلع في الجنة فرأى أكثر أهلها الفقراء. أخرجه مسلم بمعناه عن شيبان بن فروخ.

(174) عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء. كذا أخرجه فذكر أحاديث منها.

(175) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار وقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرثهم فقال الله عز وجل للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل منكما ملؤها. فأما النار فلا تمتلأ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قط قط فهنالك تمتلأ ويزوي بعضها إلى بعض فلا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا. صحيح أخرجه مسلم هكذا في صحيحه وقد رواه البخاري من هذا الطريق عن إسحاق بن منصور وعبد الله بن محمد عن عبد الرزاق بنحوه ولم يذكر غرثهم وعنده فلا تمتلأ حتى يضع رجله فتقول قط قط قط.

ذكر أن الله يرفع درجة العبد في الجنة باستغفار ولده له

(176) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا رب أنى لي هذا فيقول باستغفار ولدك لك. كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده.

ذكر أن الله عز وجل يرفع قوما إلى الدرجات العلى بذكره

(177) عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليذكرن الله قوم في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم الدرجات العلى.

ذكر أن الله عز وجل بفضله وكرمه يرفع ذرية المؤمن معه في درجته وإن لم يبلغوا عمله

(178) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه. قال ثم قرأ: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء) قال ما نقصنا الآباء مما أعطينا البنين.

(179) عن ابن عباس قال شريك أظنه حكاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك أو عملك فيقول يا رب فقد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به ثم تلا ابن عباس: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم) إلى آخر الآية.

ذكر أهل الجنة من هم

(180) عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبرك بأهل النار كل عتل جواظ متكبر. متفق على صحته رواه البخاري عن أبي نعيم الفضل بن دكين ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن وكيع عن سفيان بن سعيد الثوري وأخرجاه جميعا عن أبي موسى محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر عن شعبة كلاهما عن معبد.

(181) عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبه أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم القلب بكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال. كذا أخرجه مسلم.

(182) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة النبي في الجنة والصديق في الجنة والشهيد في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة ونساؤكم من أهل الجنة العؤود الولود التي إذا غضب أو غضبت جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها ثم تقول لا أذوق غمضا حتى ترضى. أخرجه النسائي في عشرة النساء عن هلال بن العلاء الرقي عن أبيه عن خلف بن خليفة عن أبي هاشم واسمه يحي بن دينار الواسطي الرماني.

(183) عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون. كذا أخرجه الإمام أحمد وهو على شرط الصحيح والله أعلم. الجعظري قيل الشديد الغليظ.

(184) عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة من ملأ أذنيه من ثناء الناس خيرا وهو يسمع وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شرا وهو يسمع. أخرجه ابن ماجه في سننه عن محمد بن يحيى وزيد بن أخزم كلاهما عن مسلم بن إبراهيم.

ذكر أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أكثر الأمم في الجنة

(185) عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال إني أرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة والذي نفسي بيده ما المسلمون في الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود وكشعرة سوداء في ثور أبيض. صحيح متفق على صحته رواه البخاري في الرقاق بنحوه عن بندار عن غندر عن شعبة في الأيمان والنذور عن أحمد بن عثمان عن شريح بن مسلمة عن إبراهيم بن يوسف عن أبيه كلاهما عن أبي إسحاق. وأخرجه مسلم في الأيمان عن هناد كما أخرجاه غير أنه قال أو كشعرة سوداء. ورواه عن أبي موسى وبندار محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة بنحوه.

(186) عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومئة صف هذه الأمة منها ثمانون صفا. هذا الإسناد عندي عل شرط الصحيح وقد رواه محمد بن كثير عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه. ورواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الصمد عن عبد العزيز بن مسلم عن ضرار بن مرة ورواه الترمذي في صفة الجنة عن حسين بن يزيد الطحان عن محمد بن فضيل وقال حديث حسن ورواه ابن ماجه في الزهد عن ابن إسحاق الجوهري عن حسين بن حفص الأصفهاني عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة.

(187) عن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أهل الجنة عشرون ومئة وصف ثمانون منها من أمتي. لا أعلم روي إلا من طريق خالد بن يزيد البجلي وقد تكلم فيه ابن عدي.

(188) عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم وربع الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها قالوا الله ورسوله أعلم قال كيف أنتم وثلثها قالوا ذاك أكثر قال كيف أنتم والشطر لكم قالوا ذاك أكثر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومئة صف لكم منها ثمانون صفا. قال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن القاسم بن عبد الرحمن إلا الحارث بن حصيرة تفرد به عبد الواحد بن زياد.

(189) عن أبي هريرة قال لما نزلت: (ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم ربع أهل الجنة أنتم ثلث أهل الجنة أنتم نصف أهل الجنة أنتم ثلثا أهل الجنة. تفرد برفعه ابن المبارك عن الثوري. وأبو عمرو اسمه محمد والد أسباط بن محمد الكوفي القرش قاله سليمان بن أحمد.

(190) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومئة صف أنتم منها ثمانون صفا.

(191) أخبرني أبو الزبير  أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أرجو أن يكون من يتبعني من أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة قال فكبرنا فقال أرجو أن تكونوا الشطر. هذا عندي على شرط مسلم فإنه روي من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر أحاديث عدة.

ذكر من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بغير حساب اللهم اجعلنا منهم

(192) عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم وضاءة القمر ليلة البدر قال أبو هريرة فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة. صحيح رواه البخاري عن أبي اليمان عن شعيب وعن معاذ بن أسد عن ابن البارك عن يونس كلاهما عن الزهري بنحوه وأخرجه مسلم عن حرملة كما رويناه وعنده: سبقك بها.

(193) عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمئة ألف آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر. متفق على صحته رواه البخاري عن سعيد بن أبي مريم وأخرجه هو ومسلم جميعا عن قتيبة بن سعيد عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه بنحوه.

(194) حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قلت أنا ثم قلت أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت قال فما صنعت قلت استرقيت قال فما حملك على ذلك قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم الشعبي قلت حدثنا عن بريدة بن حصيب الأسلمي أنه قال لا رقية إلا من عين أو حمة فقال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذي ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله فذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم قال سبقك بها عكاشة. كذا أخرجه مسلم في صحيحه وأخرجه البخاري بمعناه من غير طريق أحدها عن أسيد بن زيد عن هشيم وليس في روايته يرقون. والله أعلم.

(195) عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب قيل من هم قال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. صحيح أخرجه مسلم بنحوه عن يحيى بن خلف الباهلي عن المعتمر عن هشام بن حسان وعنده فيه ذكر عكاشة وليس عنه في هذه الرواية يتطير. وقد روي عن عمران من غير طريق.

(196) حدثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر حديثا وفيه فينجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء ثم كذلك. وذكر بقيته. رواه مسلم عن عبيد الله بن سعيد وإسحاق بن منصور عن روح بن عبادة غير أنه لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.

(197) عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم عرضت علي الأمم بالموسم فراثت علي أمتي ثم رأيتهم فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم قد ملؤا السهل والجبل فقال أرضيت يا محمد فقلت نعم فقال فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت منهم فقام رجل آخر فقال سبقك بها عكاشة. هذا عندي على شرط مسلم والله أعلم.

(198) حدثنا إسماعيل بن عياش أخبرني محمد بن زياد الألهاني قال سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي. اللفظ لا بن أبي شيبة ولفظ هشام مثله غير أنه لم يقل مع كل ألف سبعين ألفا. فإن كان إسماعيل بن عياش قد تكلم فيه بعض أهل العلم فقد روي عن أبي أمامة من غير روايته.

(199)  عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب. قال يزيد بن أخنس والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله إلا مثل الذباب الأصهب في الذبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا وزادني ثلاث حثيات. أبو اليمان اسمه عامر بن عبد الله بن لحي ودحيم لقب واسمه عبد الرحمن بن إبراهيم القاضي شيخ البخاري ومن قبله إلى أبي أمامة من رجال الصحيح إلا الهوزني وما علمت فيه جرحا.

(200) حدثني عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربي عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفا ثم يحثي ربي تبارك وتعالى بكفيه ثلاث حثيات. فكبر عمر وقال إن السبعين الأول يشفعهم الله في آبائهم وأبنائهم وعشائرهم وأرجوا الله في إحدى الحثيات الأواخر. لا أعلم لهذا الإسناد علة والله أعلم.

(201) حدثنا عطاء بن يسار أن رفاعة الجهني حدثه قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد أو يقال بقديد فذكر حديثا وفيه ثم قال وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب وإني لأرجو أن لا يدخلونها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة. وهذا عندي على شرط الصحيح والله أعلم.

(202) عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ربي عز وجل وعدني من أمتي سبعين ألفا لا يحاسبون مع كل ألف سبعون ألفا.

(203) حدثني عبد الله بن عامر أن قيسا الكندي حدث أن أبا سعيد الأنماري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ربي عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف سبعين ألفا ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه. قال قيس فقلت لأبي سعيد أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم بأذني ووعاه قلبي قال أبو سعيد يعني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك إن شاء الله يستوعب مهاجري أمتي ويوفي الله عز وجل بقيته من أعرابنا. قال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن أبي سعيد الأنماري إلا بهذا الإسناد تفرد به معاوية بن سلام. قلت وسقط من النسخة التي كتبت فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد رواه محمد بن سهل بن عسكر عن أبي توبة الربيع بن نافع بإسناده قال أبو سعيد فحسب ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ أربعمائة ألف ألف وتسعمئة ألف قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ذلك يستوعت إن شاء الله مهاجري أمتي.

(204) عن قتادة عن أبي بكر بن أنس عن أبي بكر بن عمير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى وعدني أن يدخل من أمتي ثلاثمئة ألف الجنة فقال عمير يا رسول الله زدنا فقال هكذا بيده فقال عمير يا رسول الله زدنا فقال عمر حسبك يا عمير فقال ما لنا ولك يا ابن الخطاب وما عليك أن الله يدخلنا الله الجنة فقال عمر إن الله عز وجل إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو بحثية واحدة فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم صدق عمر. لا أعرف لعمير حديثا غيره.

(205) عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي الجنة مئة ألف فقال أبو بكر يا رسول الله زدنا قال وهكذا وأشار سليمان بن حرب بيده كذلك قال يا رسول الله زدنا فقال عمر إن الله عز وجل قادر أن يدخل الناس بحفنة واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق عمر. قيل هذا حديث غريب من حديث قتادة عن أنس تفرد به أبو هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي بصري.

(206) عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمئة ألف فقال أبو بكر رضي الله عنه زدنا يا رسول الله قال وهكذا فقال عمر حسبك يا أبا بكر فقال أبو بكر دعني وما عليك أن يدخلن الجنة كلنا فقال عمر إن شاء الله أدخل خلقة الجنة بكف واحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق عمر. واللفظ لابن منصور قيل لم يرو عن قتادة عن النضر إلا معمر تفرد به عبد الرزاق والله أعلم.

(207) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا قالوا زدنا يا رسول الله قال لكل رجل سبعون ألفا قالوا زدنا وكان على كثيب فحثى بيده قالوا زدنا يا رسول الله فقال هذا وحثى بيده قالوا يا نبي الله أبعد الله من دخل النار بعد هذا. لا أعلمه روي عن أنس إلا بهذا الطريق وسئل يحيى بن معين عن عبد القاهر فقال صالح.

(208) حدثنا نافع مولى حمنة بنت شجاع قال قالت لي أم قيس لو رأيتني ورسول الله صلى الله عليه وسلم في سكة المدينة ما فيها بيت حتى انتهى إلى بقيع الغرقد فقال لي يا أم قيس قلت لبيك وسعديك يا رسول الله قال ترين هذه المقبرة يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألفا على صورة القمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب فقام رجل فقال وأنا يا رسول الله فقال وأنت فقام آخر فقال وأنا يا رسول الله فقال سبقك بها عكاشة. أم قيس هذه بيت محصن أخت عكاشة بن محصن الأسدي الذي سأل النبي الله أن يجعله من السبعين ألفا استشهد في زمن أبي بكر رضي الله عنهم.

(209) عن شريح هو ابن عبيد عن أبي مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والذي نفس محمد بيده ليبعثن منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود زمرة جميعها يخبطون الأرض تقول الملائكة لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع الأنبياء. لا أعرفه إلا من رواية إسماعيل بن عياش الحمصي.

ذكر أدنى أهل الجنة منزلة وآخرهم دخولا

(210) عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها وإن لك عشرة أمثال الدنيا قال فيقول أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه قال فكان يقال ذلك أدنى أهل الجنة منزلة. اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فهذه رواية مسلم وأخرجه البخاري في صفة الجنة عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير وأخرجه أيضا في التوحيد عن محمد بن خالد عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور وشيخ البخاري هذا هو والله أعلم محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي أبو عبد الله النيسابوري نسبة إلى جد أبيه.

(211) عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال أعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه. هكذا أخرجه مسلم في صحيحه.

(212) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات وهو على السادسة وفوقه السابعة وإن له لثلاثمئة خادم ويغدى عليه ويراح كل يوم بثلاثمئة صحفة ولا أعلمه إلا قال من ذهب في كل صفحة لون ليس في الأخرى وإنه ليلذ أو له كما يلذ آخره وإنه ليقول يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل جنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء وإن له من الحور العين اثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا وإن الواحدة منهن ليأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض. كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده.

تمت آخر الكتاب من صفة الجنة والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا ورحم الله لمن دعا لكاتبه بخاتمة الخير ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم. كتب في مستهل جمادى الأولى في سنة إحدى وأربعين وسبعمئة.

كتاب ذكر النار أجارنا الله منها للإمام الحافظ أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي

 كتاب ذكر النار

أجارنا الله منها

للإمام الحافظ أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي المتوفى سنة (600)

تحقيق أديب محمد الغزاوي دار البشائر الإسلامية1415 - 1994 كتاب ذكر النار   أجارنا الله منها

للإمام الحافظ أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي/المتوفى سنة ستمئة/رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

باب الحساب

(1) أخبرنا أبو القاسم يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي أخبرني محمد بن الحسين حدثنا عمار هو ابن رجاء حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نوقش الحساب عذب قالت قلت يا رسول الله إن الله عز وجل يقول: فأما من أوتي كتابه بيمينه، فسوف يحاسب حسابا يسيرا. قال ذاك العرض. صحيح.

(2) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي أخبرنا الحسن بن محمد بن سليمان السطوي حدثنا علي بن المديني حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا أبو يونس القشيري حاتم بن أبي صغيرة عن عبد الله بن أبي مليكة سمعت القاسم بن محمد يحدث عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أحد يحاسب إلا هلك قالت قلت يا رسول الله جعلني الله فداك أليس الله عز وجل يقول: فأما من أوتي كتابه بيمينه، فسوف يحاسب حسابا يسيرا. قال إنما ذاك العرض يعرضون ولكن من نوقش الحساب هلك. صحيح رواه البخاري عن مسدد عن يحيى بن سعيد وعن إسحاق بن منصور عن روح بن عبادة عن حاتم بن أبي صغيرة.

(3) أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي أخبرنا إسماعيل حدثنا محمد بن إسحاق حدثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته اللهم حاسبني حسابا يسيرا فلما انصرف قلت يا نبي الله ما الحساب اليسير قال أن ينظر في كتابه فيتجاوز عنه إنه من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة هلك وكلما يصيب المؤمن يكفر الله عز وجل به عنه حتى الشوكة.

(4) أخبرنا يحيى ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي أخبرني الهيثم المروزي حدثنا ابن عمار حدثنا يحيى بن سعيد القطان ح وأخبرنا أبو يعلى بخطه حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى عن مالك ح وأخبرني محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يونس حدثنا ابن وهب أن مالكا حدثه وهذا حديث أبي خيثمة حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت له مظلمة في مال أو عرض ظلمها به فليتحللها منه قبل أن يؤخذ وليس ثم دينار ولا درهم إن كانت له حسنات أخذ من حسناته وإن لم يكن أخذ من سيآت هذا فألقيت عليه. وقال ابن وهب فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأحد من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيآت صاحبه فألقيت عليه. صحيح رواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك.

(5) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي حدثنا عاصم حدثنا ابن أبي ذئب وأخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن منصور الحاسب وأبو القاسم البغوي قالا حدثنا علي بن الجعد حدثنا ابن أبي ذئب وهذا حديث عاصم عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت عنده مظلمة من أخيه في عرضه أو في ماله فليتحلله من صاحبه من قبل أن يؤخذ منه قبل أن لا يكون دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ بقدر مظلمته وإن لم يكن أخذ من سيآت صاحبه فجعلت عليه. قال علي فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه يوم القيامة فإن يكن له عمل صالح أخذ له منه بقد مظلمته وإن لم يكن له عمل أخذ من سيآته فجعلت عليه. صحيح رواه البخاري عن آدم عن ابن أبي ذئب.

(6) أخبرنا محمد بن عبد الباقي حدثنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون أخبرنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز وهو ابن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وزكاته وصيامه وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيقعد فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار. صحيح رواه أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي عن زهير بن محمد عن العلاء. ورواه مسلم عن قتيبة وعلي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر. ورواه الترمذي عن قتيبة عن عبد العزيز بن محمد ثلاثتهم عن العلاء.

(7) أخبرنا أبو الحسن علي بن المبارك بن الحسين الواسطي أخبرنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم بن خلف الحماري أخبرنا أحمد بن المظفر أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المدني حدثنا أبو خليفة حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا العمري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن إبليس قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب ولكن سيرضى بدون ذلك من المحقرات من أعمالكم وهي الموبقات فاتقوا المظالم ما استطعتم فإن العبد ليجيئ يوم القيامة وله من الحسنات ما يرى أنه ينجيه فلا يزال عبد يقوم فيقول يا رب ظلمني مظلمة فيقال امحوا من حسناته حتى لا يبقى له حسنة.

(8) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو عامر حدثنا زهير يعني ابن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء يوم القيامة.

(9) أخبرنا محمد بن محمد وحبيب بن إبراهيم أخبرنا محمود بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن محمد حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا معتمر بن سليمان عن الحكم بن أبان عن الغطريف عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين قال الرب عز وجل يؤتى بحسنات العبد وسيآته يوم القيامة فيقتص بعضها ببعض فإن بقيت حسنة واحدة أدخله الله الجنة قال قلت فإن لم يبق حسنة قال: أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة. قال قلت أفرأيت قوله عز وجل: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قربة أعين. قال هو العبد يعمل العمل سرا أسره إلى الله لم يعلم به الناس فأسر الله له القيامة: قرة أعين.

(10) أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل وأبو داود سليمان بن فيروز بن عبد الله العيشوني وأبو أحمد الأسعد بن بلدرك بن أبي اللقاء الجبريلي قالوا أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف المقرئ أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي المقدسي يانتقاء الحافظ أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب المعروف بابن أبي داره حدثنا علي بن أحمد بن علي التميمي حدثنا إبراهيم بن يونس حدثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن منصور عن يونس بن خباب عن أبي علقمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يستجير بالله من النار سبعا إلا أجاره الله منها. قال أبو الفتح بن أبي الفوارس غريب من حديث الثوري عن منصور وهو محفوظ من حديث عبيد الله الأشجعي.

باب الصور

(11) أخبرنا سعد الله بن نصر بن سعيد وأحمد بن عبد الغني بن حنيفة قالا أخبرنا محمد بن أحمد بن علي المقرئ حدثنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا مطرف عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنا جبهته واضعا سمعه ينتظر متى يؤمر قالوا يا رسول الله فماذا تأمرنا قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا.

(12) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أسباط حدثنا مطرف عن عطية عن ابن عباس في قوله عز وجل: فإذا نقر في الناقور. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنا جبهته يستمع متى يؤمر فينفخ فقال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكيف نقول قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل.

(13) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو البقاء المعمر بن محمد بن علي الكوفي أخبرنا أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد العلوي أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني حدثنا أبو عمر أحمد بن حازم بن أبي عون الغفاري أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان حدثنا ذواد بن علبة الحارثي عن مطرف عن عطية عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنا جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ في الصور قيل فما نقول يا رسول الله قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا.

(14) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر محمد وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن ربيعة عن خالد أبي العلاء الحقاف عن عطية عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنا جبهته أصغى السمع متى يؤمر فسمع ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا حديث.

(15) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي حدثنا محمد بن المغيرة حدثنا شعبة عن سفيان عن سليمان التيمي عن أسلم العجلي حدثنا بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور قال قرن ينفخ فيه.

(16) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا إسماعيل حدثنا سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو قال قال أعرابي يا رسول الله ما الصور قال قرن ينفخ فيه. رواه أحمد كذلك. ورواه أبو داود عن مسدد عن معتمر. ورواه الترمذي والنسائي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك. والترمذي عن أحمد بن منيع عن إسماعيل بن إبراهيم والنسائي عن قتيبة عن ابن أبي عدي جميعا عن سليمان التيمي.

(17) أخبرنا المبارك بن علي وعبد الله بين محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد ح وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي قالا أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعيد الطائي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال      ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور فقال عن يمينه جبريل وعن يساره ميكائيل. رواه أحمد كذلك ورواه أبو داود عن زيد بن أخزم عن بشر بن عمر عن محمد بن خازم وهو أبو معاوية وعن عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء عن محمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن الأعمش.

(18) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر أخبرنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد عن التيمي عن أبي مرية عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النفاخان بالسماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب أو قال رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق ينتظران متى يؤمران ينفخان فينفخان.

(19) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي قالا أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا علي بن رفاعة عن الحسن عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض الناس ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي قال أحد بيمينه وأحد بشماله. رواه أحمد كذلك.

(20) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن البسري أبو علي الحسن بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس حدثنا عبد الله بن روح المدائني حدثنا شبابة بن سوار حدثنا عبد الله بن العلاء بن زيد الشامي حدثنا الضحاك بن عرزب قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يسأل عنه العبد من النعيم يوم القيامة أن يقال ألم نصح لك جسمك ونروك من الماء البارد. رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن شبابة وقال هذا حديث غريب.

(21) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر. أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا الرئيس أبو الخطاب علي بن عبد الرحمن بن هارون بن عبد الرحيم بن الجراح حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن الحسن المعدل حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي حدثنا هيثم بن خارجة حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زيد قال سمعت الضحاك بن عرزب يحدث عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أول ما يقال للعبد يوم القيامة ألم أصح جسمك وأروك من الماء البارد.

(22) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل المعدي حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أخبرنا أبو علي محمد بن الحسن بن الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي أخبرنا ابن أبي عدي عن شعبة عن العلاء ح ومحمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء تنطحها. وقال ابن جعفر في حديثه يقاد للشاة الجلحاء. رواه أحمد كذلك.

(23) أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان أخبرنا أبو الفضل أحمد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي حدثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت منذر الثوري يحدث عن أصحاب له عن أبي ذر قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتين تنتطحان فقال يا أبا ذر أتدري فيم تنتطحان قلت لا قال ولكن ربك عز وجل يدري وسيقضي بينهما يوم القيامة. 

(24) أخبرنا أبو رشيد إسماعيل بن حاتم بن خالد الأصبهاني أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الهمداني حدثنا أبو علي الحسين بن محمد الأهوازي الشافعي حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا معمر بن سهل حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة قال سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن سلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يوم القيامة لعبده ألم تدعني في كذا فأجبتك ألم تقل لي زوجني كريمة قومها أو في الكرم من قومها فزوجتكها ألم تدعني في شهر كذا وكذا أن أصحك ففعلت ألم؟ .. . ألم؟.. .

(25) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى بن الوكيل أخبرنا أبو بكر محمد بن عيد الله الشافعي حدثنا محمد بن شداد حدثنا علي بن قادم عن شريك عن عبيد المكتب عن الشعبي عن أنس بن مالك قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أو تبسم فقال لأصحابه ألا تسألونني من أي شيء ضحكت قال عجبت من منازلة العبد ربه عز وجل يقول يا رب أليس وعدتني ألا تظلمني قال بلى قال فإني لا أجد علي إلا شاهدا من نفسي قال أو ليس كفى بي وبالملائكة الكاتبين قال فردد هذا الكلام مرارا قال فيختم على فيه وتكلم أركانه بما كان يعمل فيقول بعدا لكن وسحقا عنكن كنت أجادل. صحيح.

(26) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد بن محمد الأنصاري أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن إبراهيم شاذان أخبرنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الهروي حدثنا الحسين بن السميدع حدثنا محمد بن المبارك حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عقبة بن عامر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أول عظم يتكلم يوم يختم على الأفواه فخذه من رجله اليسرى. رواه أحمد عن أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش.

(27) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر أخبرنا موسى هو ابن إسحاق حدثنا ابن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب حدثني يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: يومئذ تحدث أخبارها. قال أتدرون ما أخبارها قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد ما عمل على ظهرها أن تقول عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا.

(28) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد بأصبهان أخبرنا أبو سعيد الحسين بن محمد بن عبد الله بن حسنويه حدثنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد حدثنا أحمد بن مهدي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة اقرؤوا: فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. صحيح متفق عليه رواه البخاري عن محمد بن عبد الله عن ابن أبي مريم وهو سعيد. وعن يحيى بن بكير. ومسلم عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن بكير وكلاهما عن المغيرة بن عبد الرحمن.

(29) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو عبد الله الثقفي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جولة حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي حدثنا عبد الرحمن هو ابن إبراهيم الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: يوم يقوم الناس لرب العالمين. يقول نصف يوم من خمسين ألف سنة يهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب.

(30) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن بري بن عبد الجبار المقدسي بفسطاط مصر أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم وهشام قالا حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة يهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب.

(31) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قيل يا رسول الله يوما كان مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا.

(32) أخبرنا سعد الله بن نصر بن سعيد وأحمد بن عبد الغني بن حنيفة حدثنا محمد بن أحمد أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا عز وجل يوم القيامة فقال هل تضارون في رؤية  الشمس في الظهيرة قالوا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة قالوا لا فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما قال فيلقى العبد فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى أي رب قال فيقول أفظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى أي رب فيقول أفظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثالث فيقول آمنت بك وبكتابك وبرسولك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع فيقول فها هنا إذا قال ثم قال ألا نبعث شاهدنا عليك فيتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ما كان وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عز وجل عليه ثم ينادي مناد ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد من دون الله فتتبع الشياطين والصلب أولياءهم إلى جهنم قال وبقينا أيها المؤمنون قال وبقينا أيها المؤمنون قال وبقينا أيها المؤمنون فيأتينا ربنا وهو ربنا وهو يثيبنا فيقول علام هؤلاء فنقول نحن عباد الله المؤمنون آمنا بالله لا نشرك بالله شيئا وهذا مقامنا حتى يأتينا ربنا وهو ربنا وهو يثيبنا ثم ينطلق حتى نأتي الجسر وعليها كلاليب من نار تخطف الناس فعند ذلك حلت الشفاعة أي اللهم سلم أي اللهم سلم فإذا جوزوا الجسر فكل من أنفق زوجا مما ملكت يمينه من المال في سبيل الله فكل خزنة الجنة يدعوه يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال فقال أبو بكر يا رسول الله لا توا عليه يدع بابا ويلج من آخر قال فضربه النبي الله صلى الله عليه وسلم بيده إني لأرجو أن تكون منهم. صحيح رواه مسلم عن ابن أبي عمر عن سفيان.

(33) أخبرنا علي بن إبراهيم أخبرنا عبد الصبور بن عبد السلام الهروي أخبرنا محمود بن القاسم أخبرنا عبد الجبار بن محمد حدثنا محمد بن أحمد حدثنا محمد بن عيسى حدثنا عبد الله بن محمد الزهري البصري حدثنا مالك بن سعير أبو محمد التميمي الكوفي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وعن أبي سعيد قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا وأسخر لك الأنعام وأذرك ترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا قال فيقول لا فيقول له اليوم أنساك كما نسيتني. قال أبو عيسى هذا حديث صحيح غريب ومعنى قوله اليوم أنساك يقول اليوم أتكرك في العذاب قال أبو عيسى وقد فسر أهل العلم هذه الآية: فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا. قالوا إنما معناه اليوم نتركهم في العذاب.

(34) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط ببغداد حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي رحمه الله حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعا وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم. شك ثور أيهما قال. صحيح متفق عليه رواه مسلم عن قتيبة كذلك ورواه البخاري عن الأويسي عن سليمان بن بلال عن ثور.

(35) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي حدثنا أبو بكر حدثني ابن وهب عن مالك وأخبرني ابن ناجية على شك دخلني في سماعه حدثنا البخاري حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر وهذا حديث ابن وهب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقوم الناس لرب العالمين حتى إن أحدهم لغيب في رشحه إلى أنصاف أذنيه. وقال ابن ناجية يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يوم القيامة حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه. صحيح متفق عليه رواه البخاري عن إبراهيم بن المنذر ومسلم عن عبد الله بن جعفر البرمكي عن معن بن عيسى.

(36) أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان ببغداد وأبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي بالموصل أخبرنا أبو محمد جعفر بن الحسن بن السراج أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الوراق حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص إملاء من لفظه أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: يوم يقوم الناس لرب العالمين. قال يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم. صحيح رواه مسلم عن عبد الملك بن عبد العزيز التمار النسائي نزيل بغداد هذا.

(37) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو عبد الله إسماعيل بن الحسن العلوي بأصبهان أخبرنا أبو الحسن محمد

بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري بمكة بانتقاء أبي نصر السجزي الحافظ حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن عبد الله الهاشمي إملاء حدثنا محمد بن محمد الباغندي حدثنا دحيم حدثنا سعيد بن إسحاق عن عبيد الله أخبرني نافع أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم يعرض عليه مقعده يوم القيامة بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعث إليه. وقال إن الناس يقومون لرب العالمين يوم القيامة حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه. قال أبو نصر وهذا حدثنا محفوظ من حديث نافع ومن حديث عبيد الله بن عمر رواه عن عبيد الله الثوري ويحيى القطان وعبيدة بن سليمان ومعتمر بن سليمان كما رواه سعيد عنه.

(38) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقوم الناس لرب العالمين لعظمة الرحمن تبارك وتعالى حتى إن العرق ليلجم الرجال إلى أنصاف آذانهم.
(39) أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا عبد الله بن عبد الملك الطائي حدثنا بشر بن الوليد حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكافر يلجمه العرق يوم القيامة حتى يقول أرحني ولو إلى النار.

(40) أخبرنا محمد بن علي بن محمد الرحبي أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري أخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الرملي حدثنا إسحاق بن خالويه البابسيري أخبرنا سهل بن عثمان حدثنا علي بن مسهر عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الكافر ليلجمه العرق يوم القيامة من طول ذلك اليوم حتى يقول رب أرحني ولو إلى النار.

(41) أخبرنا محمد بن محمد بن ناصر وحبيب بن إبراهيم أخبرنا محمود بن إسماعيل بن أحمد قالا ح وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب حدثنا أحمد بن سيرين حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تدنو الشمس من الأرض يوم القيامة فيعرق الناس فمن الناس من يبلغ عرقه كعبيه ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه ومنهم يبلغ العجز ومنهم من يبلغ الخاصرة ومنهم من يبلغ منكبيه ومنهم من يلجمه وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع أصابعه وقال ومنهم من يغمره. هذا إسناد حسن.

(42) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو عشانة حي بن يؤمن المعافري أنه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه ومنهم من يبلغ العجز ومنهم يبلغ الخاصرة ومنهم من يبلغ منكبيه ومنهم يبلغ عنقه ومنهم يبلغ وسط فيه وأشار بيده وألجمها فاه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير هكذا ومنهم من يغطيه عرقه وضرب بيده إشارة.

(43) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن سعيد بن عمير الأنصاري قال جلست إلى عبد الله بن عمرو وأبي سعيد الخدري فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه يبلغ العرق من الناس يوم القيامة فقال أحدهما إلى شحمته وقال الآخر يلجمه فخط ابن عمر وأشار أبو عاصم بأصبعه من أسفل شحمة أذنيه إلى فيه فقال ما أرى ذلك إلا سواء.

(44) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد العزيز المصري حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن ميلة حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إبراهيم الطالعاني حدثنا ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني سليمان بن عامر حدثني المقداد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل قال فتصهرهم الشمس فيكونون في العرق بقدر أعمالهم منهم من يأخذه إلى عقبيه ومنه من يأخذه إلى ركبتيه ومنهم من يأخذه إلى حقويه ومنهم من يلجمه إلجاما. صحيح رواه مسلم عن الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد.

(45) أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا إسحاق بن الحسين حدثنا الحسن هو ابن سوار حدثنا ليث عن معاوية بن صالح أن أبا عبد الرحمن حدثه عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل ويزاد في حرها كذا وكذا يغلي منها الهام كما تغلي القدور في النار حتى يعرقوا فيها على قدر خطاياهم منهم من يبلغ إلى كعبيه ومنهم من يبلغ إلى ساقيه ومنهم من يبلغ وسطه ومنهم من يلجمه العرق. وسمعت أبا الحكم يقول يزاد في حرها تسعة عشر ضعفا.

(46) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر أخبرنا عبد الله حدثنا أبي رحمه الله حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينصب للكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين عاما.

(47) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد وأخبرنا عبد الحق حدثنا عمي أخبرنا الحسن بن علي حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الله بن أمية حدثني محمد بن حيي حدثني صفوان بن يعلى عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال البحر هو جهنم. قالوا ليعلى فقال ألا ترون أن الله عز وجل يقول: نار أحاط بهم سرادقها. قال لا والذي نفس يعلى بيده لا أدخلها حتى أعرض على الله عز وجل ولا يصيبني منها قطرة حتى ألقى الله عز وجل.

(48) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن خلف الله بن عطية المؤذن الإسكندراني بها أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي قالا حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري أخبرنا أبو محمد الحسين بن رشيق العسكري حدثنا أحمد بن محمد بن سلام حدثنا الحسن بن عيسى بن ماسرجس أخبرنا ابن المبارك أخبرنا صفوان بن عمرو عن عبيد الله بن بسر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل: ويسقى من ماء صديد، يتجرعه. قال يقرب إليه ويتكرهه فإذا أدني منه شوي وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره يقول الله عز وجل: وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم. ويقول الله عز وجل: وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا. رواه الترمذي عن سويد عن عبد الله بن المبارك وقال هذا حديث غريب وهكذا قال محمد بن إسماعيل عبيد الله بن بسر ولا نعرف عبيد الله بن بسر إلا في هذا الحديث وقد روى صفوان بن عمرو عن عبيد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وعبيد الله الذي روى عنه صفوان بن عمرو حديث أبي أمامة لعله أن يكون أخو عبيد الله بن بسر.

باب ذكر النار وأهلها

(49) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني حدثنا الإسماعيلي أخبرنا ابن أبي الحجاج قال قرأت على أبي مصعب حدثني مالك ح وأخبرنا الهيثم حدثنا إسحاق حدثنا معن حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بني آدم إن ناركم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم فقالوا يا رسول الله إن كانت لكافية قال فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا. صحيح رواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك.

(50) أخبرنا سعد الله بن نصر وأحمد بن عبد الغني حدثنا محمد بن أحمد بن علي المعدي أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر حدثنا عنه محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه النار جزء من سبعين جزءا من نار جهنم فضرب بالماء مرتين ولولا ذلك ما كان فيها منفعة لأحد.

(51) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو عبد الله الثقفي حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني حدثنا أحمد بن حازم بن غرزة أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا شيبان عن فراس بن يحيى عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم لكل جزء منها حرها. رواه الترمذي عن عباس بن محمد الدوري عن عبيد الله بن موسى وقال هذا حديث غريب من حديث أبي سعيد.

(52) أخبرنا محمد بن محمد وحبيب بن إبراهيم أخبرنا محمود بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن محمد حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا سعيد بن سليمان عن إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن ابن أم مكتوم قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال سجرت النار لأهل النار وجاءت الفتن كقطع الليل المظلم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.

(53) أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا إسحاق بن الحسين حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا العلاء بن خالد الكاهلي عن شقيق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها. صحيح رواه مسلم عن عمر بن حفص كذلك. ورواه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عمر بن حفص كذلك.

(54) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا مالك بن مغول عن جنيد عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لجهنم سبعة أبواب باب لمن سل سيفه على أمتي.

(55) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الصمد وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني قال أول من يكسى حلة من النار إبليس فيضعها على حاجبه ويسحبها خلفه وذريته من بعده وهو ينادي واثبوراه وينادون يا ثبورهم. قال عبد الصمد قالها مرتين حتى يقفوا على النار فيقول واثبوراه ويقولون يا ثبورهم فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا. قال عفان وذريته خلفه وهم يقولون يا ثبورهم. قال عفان حاجبيه.

(56) أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الدمشقي أخبرنا علي بن إبراهيم العلوي أخبرنا رشأ بن نظيف بن ما شاء الله أخبرنا الحسن بن إسماعيل ح وأخبرنا محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي أخبرنا علي بن الحسين بن عمر الموصلي إجازة أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الكلبي حدثنا أحمد بن مروان المالكي حدثنا عبد الله بن محمد الدينوري ح أخبرنا علي بن إبراهيم الدمشقي حدثنا أبو صابر الهروي حدثنا محمود بن القاسم الأزدي حدثنا عبد الجبار بن محمد الجراحي البغدادي حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا شريك عن عاصم بن بهدلة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوقد على نار ألف سنة (عام) حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة (عام) حتى اسودت فهي سوداء مظلمة. حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سويد أخبرنا عبد الله بن المبارك عن شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة أو رجل آخر عن أبي هريرة نحوه ولم يرفعه قال أبو عيسى حدثنا أبي هريرة في هذا موقوف أصح ولا أعلم أحدا رفعه عن يحيى بن أبي بكير عن شريك.

(57) أخبرنا أبو المكارم المبارك بن محمد بن المعمر الباذرائي أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد حدثنا جعفر بن شاكر حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة قال سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته. صحيح رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يونس بن محمد عن شيبان.

(58) أخبرنا محمد بن محمد وحبيب بن إبراهيم أخبرنا محمود بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن عبيد البصري حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي نضرة عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى ترقوته. صحيح رواه مسلم عن عمرو بن زرارة عن عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة.

(59) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد حدثنا أبو علي بن المذ  هب حدثنا ابن مالك حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عقيل يعني عبد الله بن عقيل حدثني الفضل بن يزيد الثمالي حدثني أبو العجلان المحاربي قال سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الكافر ليجر لسانه يوم القيامة قدر فرسخين فيوطأه الناس. رواه الترمذي عن هناد عن علي بن مسهر عن الفضل بن يزيد عن أبي المخارق عن ابن عمر وقال هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه والفضل بن يزيد هو كوفي قد روى عنه غير واحد من الأئمة وأبو المخارق ليس بمعروف.

(60) أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الطوسي حدثنا محمد بن يعقوب الأموي حدثنا بكر بن سهل حدثنا أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب. صحيح متفق عليه رواه البخاري عن معاذ بن أسد عن الفضل بن موسى الشيباني ومسلم عن أحمد بن عمر الوكيعي وأبي كريب عن محمد بن فضيل كلهم عن فضيل بن غزوان.

(61) أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي في كتابه أخبرنا محمود بن القاسم الأزدي في كتابه أخبرنا عبد الجبار بن محمد حدثنا محمد بن أحمد بن محمود حدثنا محمد بن عيسى حدثنا عباس الدوري حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة. قال أبو عيسى هذا حديث صحيح غريب من حديث الأعمش.

(62) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عيسى حدثنا الفضل بن موسى عن الفضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين منكبي الكافر مسيرة خمسة أيام للراكب المسرع. وقال حدثنا مطرف بن طريف العجلي حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع. صحيح رواه البخاري عن معاذ بن أسد عن الفضيل بن موسى. ومسلم عن أحمد بن عمر الوكيعي وأبي كريب. والترمذي عن أبي كريب عن مصعب بن المقدام عن فضيل بن غزوان وقال هذا حديث حسن وأبو حازم هو الأشجعي اسمه سلمان مولى عزة الأشجعية.

(63) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو البركات محمد بن المنذر بن طيبان وأبو الفوارس عمر بن المبارك الحرفي أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا محمد بن بشر بن مطر حدثنا أحمد بن حاتم الطويل حدثنا محمد بن عمار عن صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضرس الكافر مثل أحد وفخذه مثل البيضاء ومقعده من النار ثلاث مثل الربذة. رواه الترمذي عن علي بن حجر عن محمد بن عمار قال حدثني جدي محمد بن عمار وصالح مولى التوأمة. وقال هذا حديث غريب. وقال مسيرة ثلاث مثل الربذة. وقال مثل الربذة كما بين المدينة والربذة. والبيضاء جبل مثل أحد.

(64) أخبرنا أبو طاهر السلفي حدثنا الحسن بن أبي الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري أخبرنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم أخبرنا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي أخبرنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم حدثنا عمران بن زيد حدثنا أبو يحيى القتات عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير ما بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمئة عام وغلظ جلد أحدهم أربعين ذراعا وضرسه أعظم من جبل أحد.

(65) أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد القادر بن محمد حدثنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع حدثني أبو يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمئة عام وإن غلظ جلده سبعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد.

(66) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي قالا حدثنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي أخبرنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام كل ضرس مثل أحد وفخذه مثل ورقان وجلده سوى لحمه وعظامه أربعون ذراعا.

(67) وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن مقمعا من حديد وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان ما أقلوه من الأرض.

(68) وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لسرادق النار أربع جدر في كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة.

(69) وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده إنه ليختصم حتى الشاتان فيما انتطحتا.

(70) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي قالا أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد كما كان ولو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا.

(71) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا روح حدثنا شعبة قال سمعت سليمان عن مجاهد أن الناس كانوا يطوفون بالبيت وابن عباس معه محجن فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. فلو أن قطرة من الزقوم قطرت لأمرت على أهل الأرض عيشهم فكيف من ليس له طعام إلا الزقوم. رواه الترمذي عن محمود بن غيلان. وعن أبي داود عن شعبة قال هذا حديث حسن صحيح.

(72) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي أخبرنا إبراهيم هو ابن إسحاق حدثنا ابن المبارك عن سعيد بن يزيد عن أبي السمح عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه.

(73) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي أخبرني الحسن حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز هو ابن محمد عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول من يدعى يوم القيامة آدم فتتراءى له ذريته فيقولون هذا أبوكم آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول له ربنا عز وجل أخرج بعث جهنم من ذريتك فيقول يا رب من كم فيقول من كل مئة تسعة وتسعين فقلنا يا رسول الله أرأيت إذا أخذ منا من كل مئة تسعة وتسعين فماذا يبقى قال إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود. صحيح رواه البخاري عن إسماعيل بن أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن ثور.

(74) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي حدثنا الفريابي وعمران قالا حدثنا عثمان هو ابن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك قال يقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسعمئة وتسعا وتسعين قال فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فاشتد ذلك عليهم قالوا يا رسول الله أينا ذلك الرجل قال أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل ثم قال والذي نفسي بيده فإني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة قال فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال عمران والذي نفسي بيده ولم يقل الفريابي قالا إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة قال فحمدنا الله وكبرنا ثم قال قال عمران والذي نفسي بيده ولم يقله الفريابي قالا إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو الرقمة في ذراع الحمار قال الإسماعيلي حديث ثور عن أبي الغيث من كل مئة واحد وفي حديث أبي سعيد م كل ألف واحد وكذا في حديث عميرة وهو أكبر ويشبه أن يكون حديث ثور وهما. صحيح رواه مسلم عن عثمان كذلك وعن أبي بكر عن وكيع وعن أبي كريب عن أبي عروبة. ورواه البخاري عن يوسف بن موسى عن جرير وعن عمر بن حفص عن أبيه وعن إسحاق بن نصر عن أبي أسامة عن الأعمش.

(75) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الرحبي الروحابي أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن محمد النيسابوري أخبرنا أبو العلاء هو محمد بن أحمد بن عبد الله الدهلي حدثنا موسى بن هارون حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا سليمان بن عتبة عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل يوم القيامة قم يا آدم فجهز من ذريتك تسعمئة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة قال فبكى أصحابه وبكوا فقال لهم ارفعوا رؤوسكم فوالذي نفسي بيده ما أمتي في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود فخفف أو قال فخفف ذلك عنهم. أبو عمران شك رواه أحمد عن الهيثم بن خارجة كذلك.

(76) أخبرنا أبو طاهر السلفي حدثنا أبو عبد الله الثقفي أخبرنا أبو زكريا المزكي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي حدثنا محمد بن المنادي حدثنا يونس يعني ابن محمد المؤدب حدثنا عبد العزيز بن المختار عن عبد الله الداناج قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ومن خالد بن عبد الله بن أسيد في هذا المسجد الجامع بالبصرة قال وجاء الحسن فجلس إليه قال فحدث مالك حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحول الشمس والقمر ثورين مكورين في النار يوم القيامة. قال فقال الحسن وما ذنبهما قال الحسن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسكت الحسن.

(77) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا أحمد بن محمد أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا القاسم حدثنا يوسف بن موسى وابن زنجويه ومحمد بن سارية قالوا حدثنا المعلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار عن عبد الله الداناج قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن جلس في مسجد البصرة ومن خالد بن عبد الله بن أسيد فجاء الحسن فجلس إليه فحدثنا فقال أبو سلمة حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة. فقال الحسن ما ذنبهما قال إني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت الحسن. قال الإسماعيلي إذا جمعا وطرحا في النار لا ليعذبا فإن الله عز وجل قد جعل في النار ملائكة وحجارة وعيدها لا أن تكون معذبة بالنار ولكن ليكون في اسمها عذابا لأهل النار لما له من آلام التعذيب أو لما يريد الله عز وجل من ذلك أو لكونهما وعيدا للآية. صحيح رواه البخاري عن مسدد عن عبد العزيز بن المختار.

(78) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال أربعة يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا وأما الذي مات في فترة فيقول رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار قال فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما. وبه قال حدثنا علي قال حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة بمثل هذا الحديث غير أنه قال في آخره فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يدخلها يسحب إليها.

(79) أخبرنا محمد بن عبد الباقي حدثنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم وأبو عمرو عمر بن محمد بن يوسف العلاف قالا حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن إسماعيل هو السلمي حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا رشدين بن سعد حدثني جرير بن حازم عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشمس والقمر ثوران عقيران في النار إن شاء أخرجهما وإن شاء أمرهما من النار خلقا وإلى النار أو من النار يصيران.

(80) أخبرنا أبو موسى وأبو طاهر معاوية بن علي بن معاوية وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الجوزداني وأبو علي حمزة بن أبي الفتح بن عبد الله الطبري حدثنا الحسين بن أحمد بن الحسن المعدي أخبرنا أحمد بن عبد الله حدثنا سليمان بن أحمد أخبرنا إسحاق الدبري وإبراهيم بن محمد بن برة قالا حدثنا عبد الرزاق حدثنا عبد الله بن بحير الصنعاني قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني قال سمعت ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ: (إذا الشمس كورت). و: (إذا السماء انشقت). و: (إذا السماء انفطرت). هذا حديث حسن غريب.

(81) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو البركات محمد بن المنذر بن طيبان وأبو الفوارس عمر بن المبارك الحرفي قالا حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أخبرنا دعلج بن أحمد حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا جرير بن موهب حدثنا عبد الله بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث أن رواحا أبا السمح حدث أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في النار حيات أمثال أعناق البخت تلسع أحدهم اللسعة فيجد حموتها أربعين خريفا. رواه أحمد عن موسى بن داود والحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن أبي السمح.

(82) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثنا أبي أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبة في النار وهو أول من سيب السوائب.

(83) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي حدثنا أحمد بن جعفر أخبرنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا عبد الله بن بحير القاص أن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره أنه سمع ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ: (إذا الشمس كورت). و: (إذا السماء انفطرت). و: (إذا السماء انشقت). وأحسبه قال وسورة هود.

(84) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسين بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا عبد الله بن بحير عن عبد الرحمن بن يزيد وكان من أهل صنعاء وكان أعلم بالحلال والحرام من وهب يعني ابن منبه قال سمعت ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ: (إذا الشمس كورت).

(85) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي أخبرني الحسن وأخبرنا ابن عبد الكريم قالا حدثنا سوار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان وأخبرني أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح وأخبرني الحسن حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا وكيع عن سفيان ح وأخبرني محمد بن الحسين حدثنا عمار حدثنا إبراهيم حدثنا سفيان وهذا حديث ابن مهدي عن معبد بن خالد عن حارثة بن وهب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف ألا أنبئكم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر. قال الحسن كل ضعيف مستضعف. قال ابن نمير في حديثه سمعت حارثة بن وهب الخزاعي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف مستضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل جواظ زنيم مستكبر .وقال أبو بكر في حديث وكيع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري. قال والجعظري الفظ الغليظ. وحديث أبي نعيم سمعت حارثة بن وهب الخزاعي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ متكبر وفظ. صحيح متفق عليه رواه البخاري عن أبي نعيم وعن محمد بن نمير عن سفيان.

(86) أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطوسي وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن بشران حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرة حدثنا المقرئ حدثنا موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند ذكر أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع.

(87) أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا موسى يعني ابن علي قال سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند ذكر أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع.

(88) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا عبد الحميد عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الجواظ والجعظري والعتل الزنيم. قال هو سقط من كتاب أبي.

(89) أخبرنا عبد الله والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا عبد الحميد عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم قال هو الشديد الخلق المصحح الأكول الشروب الواجد للطعام والشراب الظلوم للناس رحب الجوف.

(90) أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي أخبرنا عبد القادر بن محمد وأخبرنا عبد الحق أخبرنا عمي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يقول بلغني عن سراقة بن مالك المدلجي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا سراقة أخبرك بأهل الجنة وأهل النار قال بلى يا رسول الله قال أما أهل النار فكل جعظري جواظ مستكبر وأما أهل الجنة الضعفاء المغلوبون.

(91) أخبرنا محمد بن محمد وحبيب بن إبراهيم أخبرنا محمود بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن محمد حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أبو يزيد القراطيسي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك حدثنا سعيد بن يزيد أبو شجاع المصري عن أبي السمح عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن رصاصة مثل الجمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمئة سنة لبلغت الأرض قبل الليل ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لصارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها في قعرها. رواه الترمذي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك قال هذا إسناده حسن صحيح.

(92) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي أخبرنا الحسن وابن ناجية وعمران قالوا أخبرنا محمد بن خلاد الباهلي نسبه وسماه الحسن حدثنا يحيى القطان حدثنا شعبة وقال الآخران حدثنا شعبة وأخبرني ابن ناجية والوراق قالا حدثنا بندار زاد الوراق والبسري قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وهذا لفظ غندر سمعت أبا إسحاق سمعت النعمان بن بشير يخطب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه. قال يحيى حدثني أبو إسحاق والمعنى واحد. صحيح متفق عليه رواته جميعا عن بندار. ومسلم عن أبي موسى محمد بن جعفر.

(93) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا أحمد بن محمد أخبرنا أحمد بن إبراهيم أخبرني ابن ناجية حدثنا مجاهد بن موسى حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل ح وحدثنا يوسف بن موسى ودلويه قالا حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل وأخبرني الحسن حدثنا زهير بن سلام حدثنا عمرو بن محمد أخبرنا إسرائيل ح وأخبرني علي بن العباس حدثنا محمد بن معمر حدثنا ابن قتيبة حدثنا شعبة وإسرائيل وهذا حديث يحيى بن آدم عن أبي إسحاق سمعت النعمان بن بشير الأنصاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهون أهل النار عذابا رجل في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل أو القمقم والباقور مثله سواء. صحيح رواه البخاري عن عبد الله بن رجاء عن إسرائيل. ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة عن الأعمش عن أبي إسحاق.

(94) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي أخبرنا الحسن أن الستوري البلخي قالا حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا الليث بن سعد ح وحدثنا محمود الواسطي قتيبة بن سعيد أخبرنا الليث بن سعد ح وحدثنا محمود الواسطي وعمران الجرجاني قالا حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه. صحيح متفق عليه رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ومسلم عن قتيبة بن سعيد  كلاهما عن الليث. ورواه البخاري عن إبراهيم بن حمزة عن عبد العزيز بن أبي حازم وعبد العزيز الدراوردي عن ابن الهاد وهو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي المدني.

(95) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا أحمد بن محمد أخبرنا أحمد بن إبراهيم أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا أبو عوانة وأخبرني الحسن بن سفيان حدثنا القواريري وأبو كامل قالا حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب أنه قال يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال نعم هو في ضحضاح من النار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار. قال أبو يعلى كان في الدرك ولم يقل بشيء. صحيح متفق عليه رواه مسلم عن محمد بن أبي بكر المقدمي والقواريري ومحمد بن أبي الشوارب. والبخاري عن أبي موسى كلهم عن أبي عوانة ورواه من طريق سفيان الثوري وسفيان بن عيينة ووكيع عن عبد الملك بن عمير.

(96) أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة التجيبي أخبرنا ابن وهب حدثني عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال تلا رسول الله: يوم يقوم الناس لرب العالمين. ثم قال كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم.

(97) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرني أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي أخبرني يحيى بن محمد بن البحتري والحسن بن سفيان وأبو يعلى الموصلي قالوا أخبرنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال حدثنا أبي حدثنا شعبة ح وأخبرنا أبو بكر الفريابي وأبو يعلى قالا حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة ح وأخبرنا الفريابي وحدثنا ابن عبد الكريم قالا حدثنا محمد بن بشار ح وحدثنا محمد بن علوية حدثنا محمد بن الوليد قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وهذا حديث معاذ عن أبي عمران الجوني سمع أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل لأهون أهل النار عذاب لو كانت الدنيا وما فيها كنت مفتديا بها فيقول نعم قال فيقول قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم على أن لا تشرك بي أحسبه قال ولا أدخلك النار فأبيت إلا الشرك. وقال خالد عن أنس بن مالك يرفعه إن الله عز وجل يقول أو يقال لأهون أهل النار عذابا. وذكره وقال غندر سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل لأهون أهل النار. فذكره مثل حديث عبيد الله بن معاذ إلا أنه قاله فأبيت إلا أن تشرك بي. فقط ابن عبد الكريم. صحيح متفق عليه رواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ كذلك ورواه البخاري عن محمد بن بشار كذلك.

(98) أخبرنا علي بن إبراهيم أخبرنا عبد الصبور الهروي أخبرنا محمود بن القاسم الأزدي أخبرنا عبد الجبار بن محمد حدثنا محمد بن أحمد بن محمود حدثنا محمد بن عيسى حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي قال سألت مرة الهمداني عن قول الله عز وجل: وإن منكم إلا واردها. فحدثني أن عبد الله بن مسعود حدثهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد الناس النار ثم يصدرون منها بأعمالهم فأولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه. قال أبو عيسى هذا حديث حسن رواه شعبة عن السدي ولم يرفعه.

(99) أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن سليمان أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الخراساني حدثنا عبد الله بن الحسن حدثنا سليمان بن حرب أخبرنا أبو صالح غالب بن سليمان عن كثير بن زياد البرساني عن أبي سمية قال اختلفنا ها هنا بالبصرة في الورود فقال قوم لا يدخلها مؤمن وقال قوم يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا فأتيت جابر بن عبد الله فسألته فقلت إنا قد اختلفنا فيه بالبصرة فقال قوم لا يدخلها مؤمن وقال آخرون يدخلونها جميعا ثم ينجيى الله الذين اتقوا فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه وقال صمتا إن لم أكن يعني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى إن للنار أو قال لجهنم ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا.

(100) أخبرنا علي بن إبراهيم الدمشقي أخبرنا عبد الصبور بن عبد السلام الهروي أخبرنا محمود بن القاسم الأزدي أخبرنا عبد الجبار بن محمد حدثنا محمد بن أحمد بن محمود حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سويد أخبرنا عبد الله أخبرنا رشدين حدثني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كالمهل قال كعكر الزيت فإذا قرب إليه سقطت فروة وجهه. وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسرادق النار أربعة جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة. وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا. قال أبو عيسى هذا حديث إنما يعرف من حديث رشدين بن سعد وفي رشدين مقال وقد تلكم فيه من قبل حفظه. 

(101) أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف العلاف وأبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النرسي أخبرنا محمد بن عبدا لله بن إبراهيم الشافعي حدثنا إسحاق بن الحسن حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد قال سمعت المغيرة بن شعبة يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار أمتي على الصراط اللهم سلم سلم.

(102) أخبرنا سعد الله بن نصر وأحمد بن عبد الغني بن حنيفة أخبرنا محمد بن علي المقرئ أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة أنها قالت قلت يا رسول الله يوم تبدل الأرض غير الأرض فأين الناس يومئذ قال على الصراط. صحيح رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن علي بن مسهر عن داود بن أبي هند.

(103) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني أخبرنا الإسماعيلي أخبرنا الحسن أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن لهيعة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين النفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما قال أبيت قالوا أربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعون سنة قال أبيت قال ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس شيء من الإنسان إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة. صحيح متفق عليه رواه البخاري عن محمد عن عمر عن أبي معاوية. ومسلم عن أبي كريب عن أبي معاوية. والبخاري عن عمر بن حفص عن عبادة بن إسحاق عن الأعمش.

(104) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا أحمد بن محمد أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا الحسن حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين النفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما قال أبيت قالوا أربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعون سنة قال أبيت ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب الذنب قال ومنه يركب الخلق يوم القيامة. صحيح.

(105) أخبرنا أبو رشيد إسماعيل بن حاتم بن خالد الخالدي أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عبد الله السوذرجاني أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الهمداني حدثنا أبو مسلم محمد بن معمر بن ناصح حدثنا موسى بن هارون حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس والمغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال كل ابن آدم تأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب. صحيح رواه مسلم عن قتيبة كذلك.

(106) أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن خالد الدمشقي أخبرنا عبد الصبور بن عبد السلام الهروي أخبرنا محمود بن القاسم الأزدي أخبرنا عبد الجبار بن محمد حدثنا محمد بن أحمد بن محمود حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله أخبرنا رشدين حدثنا ابن أنعم عن أبي عثمان أنه حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رجلين ممن دخلا النار اشتد صياحهما فقال الرب عز وجل أخرجوهما فلما أخرجا قال لهما لأي شيء اشتد صياحكما قالا فعلنا ذلك لترحمنا قال إن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها عليه بردا وسلاما ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه فيقول له الرب ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك فيقول إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعد ما أخرجتني فيقول الرب عز وجل لك رجاؤك فيدخلان جميعا الجنة برحمة الله. قال أبو عيسى إسناد هذا الحديث ضعيف لأنه عن رشدين بن سعد ورشدين بن سعد هو ضعيف عند أهل الحديث عن ابن أنعم وهو الأفريقي والأفريقي ضعيف عند أهل الحديث.

(107) أخبرتنا فاطمة بنت علي بن عبد الله الوقاياتي البغدادية أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز حدثنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد الله الطناجيري حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين حدثنا عبد الله بن سليمان السجستاني وعبد العزيز بن قيس البرسيمي قالا حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل عليه السلام ما لي لا أرى ميكائيل يضحك قال ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار.

(108) أخبرتنا فاطمة بنت علي أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي أخبرنا أبو جعفر عمر بن أحمد بن عثمان حدثنا أحمد بن عمرو بن مسعود الزنبري بمصر حدثنا علي بن عبد الرحمن حدثنا ابن عياش عن عمارة بن غزية أنه سمع حميد بن عبد الرحمن الأنصاري مولي بني المعلى يقول سمعت ثابت البناني يقول عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكا قال ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار.

(109) أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختلي حدثنا أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم الأبار حدثنا الحسين بن حماد الواسطي حدثنا منصور بن عمار أبو السري حدثنا بشير بن طلحة عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول النار يوم القيامة للمؤمن يا مؤمن جز عني فقد أطفأ نورك لهبي.

(110) أخبرنا محمد بن عبد الباقي عن أحمد بن سليمان أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي أخبرنا البرقاني قال قرأت على محمد بن أحمد بن حمدان حدثكم محمد بن أيوب أخبرنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن موسى بن أنس عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. صحيح متفق عليه رواه البخاري عن صاعقة. ورواه مسلم عن محمد بن معمر جميعا عن روح جميعا عن  شعبة.

(111) أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسين بن أيوب بن البزاز أخبرنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن أحمد بن شاذان أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد حدثنا إسحاق بن الحسين بن ميمون حدثنا عمر بن عبد الوهاب أخبرنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم المؤمن ما عند الله تعالى من العقوبة ما طمع بجنته ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته. صحيح رواه مسلم عن يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء.

(112) أخبرنا الحافظ أبو أحمد محمد بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر الأصبهاني ببغداد أخبرنا أبو نهشل عبد الصمد بن أحمد بن الفضل العنبري وأبو القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي بن محمد بن علي بن فورجة قالا أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني حدثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي حدثنا أسد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربعة يدلي كل بحجته يوم القيامة الشيخ الذي أدرك الإسلام هرما والأصم الأبكم والمعتوه والذي مات في الفترة فيقول الله عز وجل إني مرسل إليكم رسولا فأطيعوه فيأتيهم الرسول فتؤجج لهم نار فيقتحمونها فمن اقتحمها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يقتحمها حقت عليه كلمة العذاب.

(113) أخبرنا الحافظ أبو أحمد محمد بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر الأصبهاني ببغداد أخبرنا أبو نهشل عبد الصمد بن أحمد بن الفضل العنبري وأبو القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي بن محمد بن علي بن فورجة قالا أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه حدثنا سليمان بن أحمد بن أبوب الطبراني حدثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي حدثنا أسد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بأنعم الناس كان في الدنيا يوم القيامة فيقول اصبغوه صبغة في النار ثم يؤتى به فيقول يا ابن آدم هل أصبت نعيما قط هل رأيت قرة عين قط هل رأيت سرورا قط فيقول وعزتك ما رأيت خيرا قط ولا سرورا قط ولا قرة عين قط فيقول ردوه قال ويؤتى بأشد الناس كان يلاقي الدنيا وضرا وجهدا فيقول اصبغوه صبغة في الجنة ثم يقول ابن آدم هل رأيت بؤسا قط أو شيئا تكرهه قال لا وعزتك ما رأيت شيئا أكرهه قط.

 

(114) أخبرنا علي بن إبراهيم أخبرنا عبد الصبور بن عبد السلام الهروي أخبرنا محمود بن القاسم الأزدي أخبرنا عبد الجبار بن محمد الجراحي حدثنا محمد بن أحمد بن محمود حدثنا محمد بن عيسى الترمذي حدثنا سويد أخبرنا عبد الله عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنة نام طالبها. قال أبو عيسى هذا حديث إنما نعرفه من حديث يحيى بن عبيد الله ويحيى بن عبيد لله ضعيف عند أكثر أهل الحديث تكلم فيه شعبة.