الجمعة، 30 سبتمبر 2022

حمل

حمل المصحف وورد وبي دي اف.


--------------

الدين القيم /9 مصاحف روابط 9 مصاحف
 // //////
 

قطوف من كتاب " البداية والنهاية " للحافظ ابن كثير حمع فهد بن عبد العزيز بن عبدالله الشويرخ

 

قطوف من كتاب " البداية والنهاية " للحافظ ابن كثير 

  جمع

فهد بن عبد العزيز بن عبدالله الشويرخ 

حقوق الطبع والنشر لكل مسلم

  بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد:

فمن أهم كتب التاريخ المعتبرة: كتاب: البداية والنهاية, للحافظ ابن كثير رحمه الله, فهو موسوعة نفسية, من أكبر كتب التاريخ حجماً, فيه فوائد متنوعة, وعبر متعددة, أثني عليه الكثير من أهل العلم والمتخصصين.قال العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله: من خير ما ألف في السيرة وفيه تمحيص جيد..من أحسن ما رأيت وأنا لم أر شيئاً كثيراً في كتب التاريخ والسيرة, وقال : بالنسبة للكتب المؤلفة فيما مرّ عليّ أن أحسن كتاب يرجع إليه في ذلك هو البداية والنهاية لابن كثير لأنه رجل محدث ومحقق فهو من خير من كَتَبَ في تاريخ الرسل وأممهم, وقال  : أحثُّ إخواني المسلمين..على قراءة السيرة النبوية من الكتب الموثوق بها مثل البداية والنهاية فإنه كتاب جيد جداً في بابه.

وقال الشيخ محمد أبو شهبه رحمه الله عن الكتاب: خير كتب التاريخ في بيان الصحيح من الضعيف من المرويات والتنبيه إلى الروايات الموضوعة والإسرائيليات الباطلة التي دسّت في التاريخ والسيرة.

ولقد يسر الله الكريم فقرأتُ هذا الكتاب واقتطفتُ منه بعض القطوف, وضممتُ كل واحدةٍ إلى نظيرتها, وجعلتها في فصول, هي:

فصل: مواعظ العلماء للأمراء والخلفاء

فصل: آفات ومصائب عبر التاريخ

ــــ()

فصل: توبة الناس وتضرعهم إلى الله عند نزول البلاء

فصل: عقوبات لأهل الجور والبغي

فصل: دعاء المظلوم على الظالم

فصل: حوادث وعبر

فصل: كلمات نافعة لعلماء وأعلام

فصل: تكذيب الله عز وجل للمنجمين

فصل: أمور غريبة وعجيبة

فصل: رؤى

فصل: متفرقات

أسأل الله الكريم أن ينفعني به وقارئه وكل من ساهم في نشره

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ــــ(4)

فصل: مواعظ العلماء للأمراء والخلفاء

وعظ عمر بن عبدالعزيز ( ت99هـ) لسليمان بن عبدالملك

حج سليمان بن عبدالملك وهو خليفة, فلما رأى الناس بالموسم قال لعمر بن عبدالعزيز: ألا ترى هذا الخلق الذي لا يحصي عددهم إلا الله, ولا يسع رزقهم غيره, فقال: يا أمير المؤمنين: هؤلاء رعيتك اليوم, وهم غذاً خصماؤك عند الله, فبكى سليمان بكاء شديداً, ثم قال: بالله أستعين.

وعظ واعظ للخليفة المنصور ( ت 158هـ)

دخل بعض الزهاد على المنصور فقال: إن الله أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها, واذكر ليلة تبيت في القبر لم تبت قبلها ليلة...فأفحم المنصور قوله, وأمر له بمال, فقال: لو احتجت إلى مالك ما وعظتك.

وعظ أحمد الرشيد ( ت184هـ) لأبيه الخليفة الرشيد

إياك أن تموت في سكرتك هذه, فتندم حيث لا ينفع نادماً ندمه, واحذر انصرافك من بين يدي الله إلى الدارين, فإن ما أنت فيه, لو دام لغيرك لم يصل إليك, وسيصير إلى غيرك وقد بلغك أخبار من مضى.فقال الرشيد: والله لقد نصحتني يا بني.ثم بكى

وعظ عبدالله بن عبدالعزيز العمري ( ت 184هـ) للخليفة الرشيد

وعظ الرشيد يوماً وهو واقف على الصفا, فقال له: أتنظر حولها-يعني الكعبة- من الناس؟ فقال الرشيد: كثير, فقال: كل منهم يسأل يوم القيامة عن خاصة نفسه وأنت تسأل عنهم, فبكى الرشيد بكاء كثيراً, ثم قال له: يا هارون إن الرجل ليسرف في ماله فيستحق الحجر عليه, فكيف بمن يسرف في أموال المسلمين كلهم؟ ثم تركه وانصرف, والرشيد يبكي.

ــــ()

وعظ الفيضل بن عياض ( ت187هـ) للخليفة الرشيد

قال له الرشيد يوماً: ما أزهدك ؟

فقال الفيضل: أنت أزهد مني, لأني أنا زهدت في الدنيا, التي هي أقل من جناح بعوضة, وأنت زهدت في الآخرة, التي لا قيمة لها, فأنا زاهد في فاني, وأنت أزهد زاهد في الباقي, ومن زهد في درة, أزهد ممن زهد في بعرة.

ووعظه ليلة بمكة فقال له: يا صبيح الوجه إنك مسؤول عن هؤلاء كلهم, وقد قال تعالى ( وتقطعت بهم الأسباب ) [البقرة:166] فبكى حتى جعل يشهق.

وعظ ابن السماك للخليفة الرشيد (ت193هـ)

دخل ابن السماك يوماً على هارون الرشيد, فاستسقى الرشيد, فأتي بقلة فيها ماء بارد, فقال لابن السماك: عظني.

فقال: يا أمير المؤمنين بكم كنت مشترياً هذه الشربة لو منعتها؟

فقال: بنصف ملكي. فقال اشرب هنيئاً,

فلما شرب قال: أرأيت لو منعت خروجها من بدنك فكم كنت تشتري ذلك؟ قال: بنصف ملكي الآخر, فقال: إن ملكاً قيمة نصفه شربة ماء, وقيمة نصفه الآخر بوله, لخليق أن لا يتنافس فيه, فبكى هارون.

وقال له يوما: إنك تموت وحدك, وتدخل القبر وحدك, وتبعث منه وحدك, فاحذر المقام بين يدي الله عز وجل, والوقوف بين الجنة والنار, حين...تزل القدم, ويقع الندم, فلا تقبل توبة, ولا عثرة تقال, ولا يقبل فداء بمال, فجعل الرشيد يبكى حتى علا صوته.

 

ــــ()

وعظ أبي العتاهية للخليفة الرشيد ( ت193هـ)

قال الفيضل: استدعاني الرشيد يوماً, وقد زخرف منازله وأكثر الطعام والشراب فيها ثم استدعى أبا العتاهية, فقال له: صف لنا ما نحن فيه من العيش والنعيم, فقال

عش ما بـدا لك سالـماً        في ظـل  شـاهقة القصور

تسعى عليك بما اشـتهيـ        ت لدى الروائح إلى البكور

فإذا النفـوس تقـعقـعت       عن ضيق حشرجة الصدور

فـهناك تـعلـم  موقـناً        ما كـنــت إلا في غرور

فبكى الرشيد بكاء كثيراً شديداً.

وقال يوماً لأبي العتاهية: عظني بأبيات من الشعر وأوجز فقال:

لا تأمن الموت في طرف ولا نفس     ولو تمتعت بالحجـاب والحـرسِ

واعلم أن سهام المـوت صائبـة     لكل مـدرع منهـا ومـتـرسِ

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها      إن السفينةَ لا تجري على اليبـسِ

فخر الرشيد مغشياً عليه.

وعظ الإمام ابن الجوزي (ت597هـ) للخليفة المستضيء

قال: يا أمير المؤمنين: إن تكلمت خفت منك, وإن سكت خفت عليك, وإن قول القائل لك: اتق الله, خير لك من قوله: إنكم أهل بيت مغفور لكم, كان عمر بن الخطاب يقول: إذا بلغني عن عامل لي أنه ظلم فلم أُغيّرهُ فأنا الظالم, يا أمير المؤمنين: كان يوسف لا يشبع في زمن القحط حتى لا ينسى الجائع, وكان عمر يضرب بطنه عام الرمادة ويقول: قرقرا ولا تقرقرا, والله لا ذاق عمر سمناً ولاسميناً حتى يخصب الناس, فبكى المستضيء, وتصدق بمال كثير.

ــــ()

وعظ القاضي البلوطي ( ت 366هـ) لناصر لدين الله عبدالرحمن الأموي

القاضي منذر البلوطي دخل يوماً على الناصر عبدالرحمن الأموي, وقد بنى له قصر عظيم منيف, وقد زخرف بأنواع الدهانات, وكسي الستور, وجلس عنده رؤوس دولته يثنون على ذلك البناء ويمدحونه, والقاضي ساكت لا يتكلم, فالتفت إليه الملك وقال: ما تقول أنت؟ فبكى القاضي وانحدرت دموعه على لحيته وقال: ما كنت أظنُ أن الشيطان أخزاه الله يبلغ منك هذا المبلغ المفضح المهتك المهلك لصاحبه في الدنيا والآخرة, ولا أنك تمكنه من قيادتك مع ما آتاك الله وفضلك به على كثير من الناس حتى أنزلك منازل الكافرين والفاسقين, قال الله تعالى: ] وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ[ [الزخرف:33] فوجم الملك عند ذلك, وبكى, وقال: جزاك الله خيراً, وأكثر من المسلمين مثلك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ــــ()

فصل: آفات ومصائب عبر التاريخ

زلزال ووباء سنة ثمان وخمسين ومائتين (258هـ)

واسط..وقعت بها زلزلة شديدة, وهدة عظيمة, تهدمت فيها بيوت ودور كثيرة, ومات من الناس نحو من عشرين ألفاً, وفيها وقع في الناس وباء شديد وموت عريض ببغداد وسامرا وواسط وغيرها من البلاد.

زلزال سنة ثمانين ومائتين (280هـ)

زلزلت أردبيل ست مرات فتهدمت دورها ولم يبق منها مائه دار, ومات تحت الردم ألف وخمسون ألفاً  فإنا لله وإنا إليه راجعون

جوع شديد سنة إحدى وثمانين ومائتين (281هـ)

فيها تكامل غور المياه ببلاد الري وطبرستان, وفيها غلت الأسعار جداً, وجهد الناس حتى أكل بعضهم بعضاً, فكان الرجل يأكل ابنه وابنته,  فإنا لله وإنا إليه راجعون.

سقوط حجارة من السماء سنة خمس وثمانين ومائتين (285هـ)

وفيها سقطت أمطار برعود وبروق لم ير مثلها, وسقط في بعض القرى مع المطر حجارة بيض وسود, وسقط برد كبار وزن البردة مائة وخمسون درهماً, واقتلعت الريح شيئاً كثيراً من النخيل والأشجار

ريح وزلزلة شديدة ببلاد أربيل سنة ثمان وثمانين ومائتين (288هـ)

بلاد أربيل أصابها ريح شديدة من بعد العصر إلى ثلث الليل ثم زلزلوا زلزالاً شديداً  واستمر ذلك عليهم أياماً فتهدمت الدور والمساكن, وخسف بآخرين منهم, وكان جملة من مات تحت الهدم مائة وخمسين ألفاً, فإنا لله وإنا إليه راجعون

.ـــ()

وباء بأذربيجان سنة ثمان وثمانين ومائتين ( 288هـ)

بلاد أذربيجان أصاب أهلها وباء شديد, حتى لم يبق أحد يقدر على دفن الموتى.

تساقط نجوم من السماء سنة تسع وثمانين ومائتين (289هـ)

في رمضان منها تساقطت وقت السحر من السماء نجوم كثيرة, ولم يزل الأمر كذلك حتى طلعت الشمس.

وهبت ريح عاصف بالبصرة فاقتلعت شيئاً كثيراً من نخيلها, وخسف بموضع فيها, فمات تحته سبعة آلاف نسمة.

سيل عظيم في تكريت وريح محمرة بالموصل سنة تسع عشر وثلاثمائة (319هـ)

في شوال من هذه السنة جاء سيل عظيم إلى تكريت, ارتفع في أسواقها أربعة عشر شبراً, وغرف بسببه أربعمائة دار, وخلق لا يعلمهم إلا الله, حتى كان المسلمون والنصارى يدفنون جميعاً, لا يعرف هذا من هذا.

وفيها هاجت بالموصل ريح محمّرة ثم اسودت حتى كأن الإنسان لا يبصر صاحبه بالنهار, وظن الناس أنها القيامة ثم انجلى ذلك بمطر أرسله الله إليهم.

جوع شديد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة (331هـ)

وفيها غلت الأسعار, حتى أكل الناس الكلاب, ووقع البلاء في الناس.

غلاء شديد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (333هـ)

في هذه السنة وقع غلاء شديد ببغداد حتى أكلوا الميتة والكلاب, وكان من الناس من يسرق الأولاد فيشويهم ويأكلهم, وكثر الوباء في الناس, كان لا يدفن أحد أحداً, بل يتركون في الطرقات فيأكل كثير منهم الكلاب.

 

ــــ()

داء مركب ببغداد وغيرها سنة أربع وأربعين وثلاثمائة (344هـ)

ثم دخلت سنة أربع وأربعين وثلاثمائة فيها شمل الناس ببغداد وواسط واصبهان والأهواز داء مركب من دم وصفراء ووباء, ومات بسبب ذلك خلق كثير, بحيث كان كل يموت في كل يوم قريب من ألف نفس.

حر شديد أمات الناس سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ( 378هـ)

ثم دخلت سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة...فلحق أهل البصرة حر شديد بحيث سقط كثير من الناس في الطرقات, وماتوا من شدته.

وباء شديد أعجز الناس عن دفن موتاهم سنة ست وأربعمائة ( 406هـ)

وقع وباء شديد في البصرة أعجز الحفارين والناس عن دفن موتاهم

موتان عظيم ببلاد الهند سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ( 423هـ)

وفيها وقع موتان عظيم ببلاد الهند وخراسان وجرجان والري وأصبهان, خرج منها في أدنى مدة أربعون ألف جنازة, وفي نواحي الموصل والجبل وبغداد طرف قوي من ذلك بالجدري, بحيث لم تخل دار من مصاب به, استمر ذلك في حزيران وتموز وآذار وأيلول وتشرين الأول والثاني, وكان في الصيف أكثر منه في الخريف

الغلاء والفناء ببغداد سنة تسع وأربعين وأربعمائة ( 449هـ)

فيها كان الغلاء والفناء مستمرين ببغداد وغيرها من البلاد, بحيث خلت أكثر الدور, وسدت على أهلها بما فيها, وأهلها موتى فيها, وأكل الناس الجيف والنتن من قلة الطعام, وورد كتاب من بخارى أنه أحصى من مات في هذا الوباء بألف ألف وخمسمائة ألف وخمسين ألف إنسان والناس يمرون في هذه البلاد فلا يرون إلا أسواقاً فارغة وطرقات خالية وأبواباً مغلقة ووحشة وعدم أنس.

ــــ()

وباء شديد بمصر سنة خمس وخمسين وأربعمائة (455هـ)

وفيها وقع بالناس موتان بالجدري والفجأة, ووقع بمصر وباء شديد, كان يخرج منها كل يوم ألف جنازة.

زلزلة بالرملة سنة ستين وأربعمائة (460هـ)

في جماد الأولى كانت زلزلة بأرض فلسطين, أهلكت بلد الرملة, وذكر أنها خسفت الرملة جميعاً, حتى لم يسلم منها إلا داران فقط, وهلك منها خمسة عشرة ألف نسمة

غلاء شديد بمصر سنة اثنتين وستين وأربعمائة (462هـ)

وفيها كان غلاء شديد بمصر فأكلوا الجيف والميتات والكلاب, وماتت الفيلة فأكلت...وكان لا يجسر أحد أن يدفن ميتة نهاراً, وإنما يدفنه ليلاً خفية, لئلا ينبش فيؤكل.

أمراض وموت وريح وصواعق سنة سبع وسبعين وأربعمائة (477هـ)

فيها كثرت الأمراض بالحمى والطاعون بالعراق والحجاز والشام, وأعقب ذلك موت الفجأة, ثم ماتت الوحوش في البراري, ثم تلاها موت البهائم, وفي ربيع الأول هاجت ريح سوداء وسفت رملاً, وتساقطت أشجار كثيرة, ووقعت صواعق في البلاد حتى ظن بعض الناس أن القيامة قامت, ثم انجلى ذلك ولله الحمد.

مطر فيه نار بالموصل سنة أربع وعشرين وخمسمائة (524هـ)

وقع بأرض الموصل مطر عظيم فسقط بعضه ناراً تأجج فأحرقت دوراً كثيرة وتهارب الناس

كثرة موت الفجأة بأصبهان سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة (531)

فيها كثر موت الفجأة بأصبهان فمات ألوف من الناس

ــــ()

زلزلة عظيمة سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة (533)

فيها كانت زلزلة عظيمة بمدينة جبرت, فمات بسببها مائتا ألف وثلاثون ألفا, وصار مكانها ماء أسود عشرة فراسخ في مثلها, وزلزل أهل حلب في ليلة واحدة ثمانين مرة.

ريح شديدة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة (592هـ)

في هذه السنة هبت ريح شديدة سوداء مدلهمة بأرض العراق ومعها رمل أحمر, حتى احتاج الناس إلى السرج في النهار.

أمور ظن الناس أن جهنم سألت سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة (593هـ)

أتى عارض فيه ظلمات متكاثفة, وبروق خاطفة, ورياح عاصفة, فقوي الجو بها, واشتد هبوبها,,,فرجفت لها الجدران واصطفقت..وثار السماء والأرض عجاجاً, حتى قيل إن هذه على هذه قد انطبقت, ولا يحسب إلا أن جهنم قد سال منها وادي, وزاد عصف الريح إلى أن أطفأ سرج النجوم,..وفر الناس نساء ورجالاً وأطفالاً, ونفروا من دورهم خفافاُ وثقالاً, لا يستطيعون حيلة, ولا يهتدون سبيلاً, فاعتصموا بالمساجد الجامعة, وأذعنوا للنازلة بأعناق خاضعة, بوجوه عانية, ونفوس عن الأهل والمال سالية, ينظرون من طرف خفي, ويتوقعون أي خطب جلي, قد انقطعت من الحياة علقهم, وعميت عن النجاة طرقهم, ووقعت الفكرة فيما هم عليه قادمون, وقاموا على صلاتهم, وودوا لو كانوا من الذين عليها دائمون, إلى أن أذن بالركود, وأسعف الهاجدون بالهجود, فأصبح كل مسلم على رفيقه يهنه بسلامه طريقه, ويرى أنه بعث النفخة, وبعث بعد الصيحة والصرخة, وأن الله قد رد له الكرة, وأحياه بعد أن كاد أن يأخذه على غره.

ــــ()

فناء بمصر ووباء بنجد وزلزلة شاملة سنة سبع وتسعين وخمسمائة (597)

فيها اشتد الغلاء بأرض مصر جداً, فهلك خلق كثير جداً من الفقراء والأغنياء, ثم أعقبه فناء عظيم, وأكلت الكلاب والميتات فيها, وأكل من الصغار والأطفال خلق كثير, وكثر هذا في الناس جداً حتى صار لا ينكر بينهم, فلما فرغت الأطفال والميتات, غلب القوي الضعيف فذبحه وأكله.

وفيها وقع وباء شديد ببلاد عنيزة بين الحجاز واليمن, وكانوا عشرين قرية فبادت منها ثماني عشرة لم يبق فيها ديار ولا نافح نار, وبقيت أنعامهم وأموالهم لا قاني لها, ولا يستطيع أحد أن يسكن تلك القرى ولا يدخلها, بل كان من اقترب إلى شيء من هذه القرى هلك من ساعته.نعوذ بالله من بأس الله وعذابه وغضبه وعقابه.أما القريتان الباقيتان فإنهما لم يمت منهما أحد ولا عندهم شعور بما جرى على من حولهم, بل هم على حالهم لم يفقد منهم أحد, فسبحان الحكيم العليم.

وفيها كانت زلزلة عظيمة ابتدأت من بلاد الشام إلى الجزيرة وبلاد الروم والعراق, وخسفت بقرية من أرض بصرى, وأما سواحل الشام وغيرها فهلك فيها شيء كثير...ونابلس مات بها وبقراها ثلاثون ألفاً تحت الردم.وخرج الناس إلى الميادين يستغيثون..ومات أمم لا يحصون ولا يعدون, حتى قال صاحب مرآة الزمان إنه مات في هذه السنة بسبب الزلزلة نحو من ألف ألف ومائة ألف إنسان قتلاً تحتها, وقيل إن أحد لم يحص من مات فيها والله سبحانه أعلم.

تطاير النجوم في السماء سنة تسع وتسعين وخمسمائة (599هـ)

هاجت النجوم في السماء وماجت شرقاً وغرباً, وتطايرت كالجراد المنتشر يميناً وشمالاً.

ــــ()

غلاء وفناء بالعراق والشام سنة اثنتين وعشرين وستمائة (622هـ)

فيها كان غلاء شديد بالعراق والشام بسب قلة الأمطار, وانتشار الجراد, ثم أعقب ذلك فناء كثير بالعراق والشام أيضاً, فمات بسببه خلق كثير في البلدان, فإنا لله وإنا إليه راجعون.

غلاء وموت بدمشق سنة ثلاث وأربعين وستمائة ( 643هـ)

غلت الأسعار..وأكلت القطط والكلاب والميتات والجيف, ومات الناس في الطرقات, وعجزوا عن التغسيل والتكفين والإقبار, فكانوا يلقون موتاهم في الآبار, حتى أنتنت المدينة وضجر الناس, فإنا لله وإنا إليه راجعون.

غلاء وفناء بمصر سنة خمس وتسعين وستمائة _ 695هـ)

وفيها كان الغلاء والفناء بديار مصر شديد جداً, وقد تفانى الناس إلا القليل, وكانوا يحفرون الحفيرة فيدفنون فيها الفئام من الناس, والموت عمال...وأفنيت الحمر والخيل والبغال والكلاب من أكل الناس لها, ولم يبق شيء من هذه الحيوانات

خوف الناس ولزومهم بيوتهم خوفاً من التتر سنة تسع وتسعين وستمائة (699)

اشتهر بالبلد أن التتر يريدون دخول دمشق فانزعج الناس لذلك وخافوا خوفاً شديداً, وأرادوا الخروج منها والهرب على وجوههم, وأين الفرار و لات حين مناص, ولزم الناس منازلهم وكانت الطرقات لا يرى بها أحد إلا القليل, والجامع لا يصلي فيه أحد إلا اليسير, ويوم الجمعة لا يتكامل فيه الصف الأول وما بعده إلا بجهد جهيد, ومن خرج من منزله في ضرورة...يعود سريعاُ, ويظن أنه لا يعود إلى أهله, وأهل البلد قد أذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون, فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ــــ()

فصل: توبة الناس وتضرعهم إلى الله عند نزول البلاء

قحط واستسقاء سنة ثلاث وتسعين (93هـ)

قحط أهل إفريقية وأجدبوا جدباً شديداً...فاستسقى موسى بن نصير بالناس...فأمرهم بصيام ثلاثة أيام قبل الاستسقاء...ثم أمر بارتفاع الضجيج والبكاء, وهو يدعو الله تعالى حتى انتصف النهار, ثم نزل,  فقيل له: ألا دعوت لأمير المؤمنين؟  فقال: هذا موطن لا يذكر فيه إلا الله عز وجل, فسقاهم عز وجل لما قال ذلك,...وأرسل الله عليهم الغيث فأمطروا مطراً غزيراً وحسن حالهم, وأخصبت أرضهم.

ظلمة شديدة وحمرة في الأفق سنة أربع وثمانين (284هـ)

في ربيع الآخر منها ظهرت بمصر ظلمة شديدة وحمرة في الأفق حتى كان الرجل ينظر إلى وجه صاحبه فيراه أحمر اللون جداً, فمكثوا كذلك من العصر إلى الليل, ثم خرجوا إلى الصحراء, يدعون الله ويتضرعون حتى كشف عنهم.

وباء وجوع بالأهواز سنة تسع وأربعين وأربعمائة (449هـ)

وقع وباء بالأهواز وغيرها وكان الفقراء ينبشون القبور ويشون الموتى ويأكلونهم, وليس للناس شغل في الليل والنهار إلا غسل الأموات ودفنهم, فكان يحفر الحفير فيدفن فيه العشرون والثلاثون وكان الإنسان بينما هو جالس إذ انشق قلبه عن دم المهجة فيخرج منه إلى الفم قطرة فيموت الإنسان من وقته, وتاب الناس, وتصدقوا بأكثر أموالهم, فلم يجدوا أحد يقبل منهم, وكان الفقير تعرض عليه الدنانير الكثيرة والدراهم فيقول: أريد كسرة أريد ما يسد جوعي, فلا يجد ذلك, وأراق الناس الخمور وكسروا آلات اللهو, ولزموا المساجد للعبادة, وقراءة القرآن.

ــــ()

نزول برد كبار وسيول أتلفت العمران والمزارع سنة تسع وستين وخمسمائة(569)

سقط ببغداد برد كبار كالنارنج, ومنه ما وزنه سبعة أرطال, ثم أعقب ذلك سيل عظيم, وزيادة عظيمة في دجلة, لم يعهد مثلها أصلاً. فخرب أشياء كثيرة من العمران والقرى والمزارع, حتى القبور, وخرج الناس إلى الصحراء, وكثير الضجيج والابتهال إلى الله, حتى فرج الله عز وجل, وتناقصت زيادة الماء بحمد الله ومنّه.

نار ظهرت في عدن يطير شررها إلى البحر سنة اثنتين وخمسين وستمائة (652هـ)

فيها وردت الأخبار من مكة شرفها الله تعالى, بأن ناراً ظهرت في أرض عدن في بعض جبالها بحيث إنه يطير شررها إلى البحر في الليل, ويصعد منها دخان عظيم في أثناء النهار, فما شكوا أنها النار التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تظهر في آخر الزمان, فتاب الناس وأقلعوا عما كانوا عليه من المظالم والفساد, وشرعوا في أفعال الخير والصدقات.

غرق بغداد سنة خمس وعشرين وسبعمائة ( 725هـ)

سنة خمس وعشرين وسبعمائة, في جمادى الأولى, زادت دجلة ببغداد حتى غرقت ما حول بغداد, وانحصر الناس بها ستة أيام لم تفتح أبوابها, وبقيت مثل السفينة في وسط البحر, وغرق كثير من الفلاحين وغيرهم, وتلف للناس ما لا يعلمه إلا الله, وودع أهل البلد بعضهم بعضاً, ولجأوا إلى الله تعالى, وحملوا المصاحف على رؤوسهم في شدة الشوق في أنفسهم, وكان وقتاً عجيباً, ثم لطف الله بهم فغيض الماء وتناقص,...وذكر بعضهم أنه غرق بالجانب الغربي نحو من ستة آلاف وستمائة بيت.

ــــ()

وقوع بلاء وريح شديدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة ( 749هـ)

دخلت سنة تسع وأربعين وسبعمائة...وتواترت الأخبار بوقوع البلاء في أطراف البلاد, فذكر عن بلاد القرم أمر هائل وموتان فيهم كثير, ثم ذكر أنه انتقل إلى بلاد الفرنج, حتى قيل إن أهل قبرص مات أكثرهم أو يقارب ذلك, وكذلك وقع بغزة أمر عظيم, ومات من يوم عاشوراء إلى مثله من شهر صفر نحو من بضعة عشر ألفاً, وفي ربيع الأول...دعا الناس برفع الوباء عن البلاد,...وفي هذا الشهر أيضاً كثر الموت في الناس بأمراض الطواعين, وزاد الأموات كل يوم عن مائة, فإنا لله وإنا إليه راجعون, وإذا وقع في أهل بيت لا يكاد يخرج منه حتى يموت أكثرهم, وقد توفي في هذه الأيام من هذا الشهر خلق كثير وجم غفير,...وشرع الخطيب في القنوت بسائر الصلوات والدعاء برفع الوباء,...وحصل للناس خضوع وخشوع وتضرع وإنابة.

في شهر رجب.. وفي يوم الاثنين, ثاني عشرة, بعد أذان الظهر, حصل بدمشق وما حولها, ريح شديدة, أثارت غباراً شديداً, اصفر الجو منه, ثم اسود حتى أظلمت الدنيا, وبقي الناس في ذلك نحواً من ربع ساعة يستجيرون الله, ويستغفرون, ويبكون, مع ما هم فيه من شدة الموت الذريع, ورجا الناس أن هذا الحال يكون ختام ما هم فيه من الطاعون, فلم يزدد الأمر إلا شدة, وبالله المستعان, وبلغ المصلى عليهم في الجامع الأموي إلى نحو المائة والخمسين, وأكثر من ذلك.

واستهل شهر شعبان والفناء في الناس كثير جداً, وربما انتنت البلد, فإنا لله وإنا إليه راجعون...ثم دخلت سنة خمسين وسبعمائة..وفي هذه السنة ولله الحمد تقاصر أمر الطاعون جداً.

ــــ()

فصل: عقوبات لأهل الجور والبغي

عقوبة احمد بن داود(ت240) الذي حمل السلطان على امتحان الناس بخلق القرآن

احمد بن أبي داود أعلن مذهب الجهمية وحمل السلطان على امتحان الناس بخلق القرآن, وأن الله لا يرى في الآخرة...ابتلاه الله بالفالج قبل موته بأربع سنسن حتى بقي طريحاً في فراشه, لا يستطيع أن يحرك شيئاً من جسده, وقد دخل عليه بعضهم فقال: والله ما جئت عائداً, وإنما جئت لأعزيك في نفسك, وأحمد الله الذي سجنك في جسدك, الذي هو أشد عليك عقوبة من كل سجن, ثم خرج داعياً عليه بأن يزيده الله ولا ينقصه مما هو فيه, فازداد مرضاً إلى مرضه [ج10/235] ولما مات ما شيعه إلا قليل من أعوان السلطان[ج10/356]

عقوبة القاهر وتسميل عينيه سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة (322هـ):

لما قتل المقتدر بالله...بايع القضاء والأمراء والوزراء: القاهر, سنة عشرين وثلاثمائة من الهجرة.(321هـ) فاستدعى أم المقتدر [شغب] وهي مريضة- وقد تزايد بها الوجع من شدة جزعها على ولدها, حين بلغها قتله, -وكانت قد حضنته حين توفيت أمه, فكانت تكرمه وتشترى له الجواري, فلما قتل ابنها, وتولى مكانه طلبها, فعاقبها عقوبة عظيمة جداً, حتى كان يعلقها برجليها ورأسها منكوس, فربما بالت فيسيل البول على وجهها, ولم يذكر القاهر شيئاً من إحسانها إليه رحمها الله وعفا عنها..توفيت هذه السنة...ثم خلع القاهر فلم يكن بين موتها والقبض عليه وسمل عينيه وعذابه بأنواع العقوبات إلا مقدار سنة واحدة, وانتقم الله منه, وقد تأخر موته إلى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (333هـ) وافتقر حتى قام يوماً بجامع المنصور فسأل الناس.

ــــ()

 

مقتل الوزير السميرمي سنة ( 516هـ) وذلة أهله بعده

علي بن أحمد السميرمي, كان وزير السلطان محمود, وكان مجاهراً بالظلم والفسق, وأحدث على الناس مكوساً, وجددها بعدما كانت قد أزيلت من مدة متطاولة, وكان يقول: قد استحييت من كثرة ظلم من لا ناصر له, وكثرة ما أحدثت من السنن السيئة, ولما عزم على الخروج على همذان...خرج..وبين يديه السيوف المسلولة, والمماليك الكثيرة بالعدد الباهر, فما أغنى عنه ذلك شيئاً, بل جاءه رجل باطني فضربه فقتله, ثم مات الباطني بعده, ورجع نساؤه بعد أن ذهبن بين يديه على مراكب الذهب, حاسرات عن وجوههن, قد أبدلهن الله الذل بعد العز, والخوف بعد الأمن, والحزن بعد السرور والفرح, جزاء وفاقاً.

مقتل الطبيب الذي دس السم للوزير ابن هبيرة مسموماً.

الوزير يحيى بن محمد بن هبيرة (ت560) يُقال إنه سمه طبيب, فسمّ الطبيب بعد ستة أشهر, وكان الطبيب يقول: سممته فسممتُ.

مقتل الملك سنجر شاة بيد ابنه سنة (605هـ)

قُتِلَ صاحب الجزيرة, وكان من أسوء الناس سيره, وأخبثهم سريرة, وهو الملك سنجر شاه ابن غازيبن مودود الاتابكي وكان الذي تولى قتله ولده غازي, توصل إليه حتى دخل عليه وهو في الخلاء سكران, فضربه بسكين أربع عشرة ضربة, ثم ذبحه, وذلك ليأخذ الملك من بعده, فحرمه الله إياه, فبويع بالملك لأخيه محمود, وأخذ غازي القاتل فقتل من يومه, فسلبه الله الملك والحياة, ولكن أراح المسلمين من ظلم أبيه وغشمه وفسقه.

ــــ()

فصل: دعاء المظلوم على الظالم

دعا مظلوم على البرامكة سنة تسعين ومائة (190هـ)

يحيى بن خالد البرمكي, وزير الرشيد...قال له بعض بنيه وهم في السجن والقيود: يا أبت بعد الأمر والنهي والنعمة صرنا إلى هذا الحال, فقال: يا بني دعوة مظلوم سرت بليل ونحن عنها غافلون ولم يغفل الله عنها[ج10/213]

دعا الإمام البخاري صاحب الصحيح سنة (272هـ) على من ظلمه

في هذه السنة توفي خلف بن أحمد بن خالد الذي  أمير خراسان, في حبس المعتمد وهو الذي أخرج البخاري محمد بن إسماعيل من بخارى وطرده عنها, فدعا عليه فلم يفلح بعدها, ولم يبق في الإمرة إلا أقل من شهر, حتى احتيط عليه وعلى أمواله وأركب حماراً ونودي عليه في بلده ثم سجن, فمكث في السجن حتى مات في هذه السنة, وهذا جزاء من تعرض لأهل الحديث والسنة.[ج11/55] ولم يبق أحد ساعده على ذلك إلا ابتلي ببلاء شديد [ج11/30]

دعاء ابن شنبوذ على الوزير ابن المقلة فقطعت يده ولسانه سنة (328هـ)

ابن شنبوذ المقري..اختار حروفاً في القراءات أنكرت عليه, وعقد له مجلس في دار الوزير ابن مقلة, وضرب حتى رجع عن كثير منها.وقد دعا على الوزير حين أمر بضربه فلم يفلح ابن مقلة بعدها بل عوقب بأنواع من العقوبات, فعزل عن الوزارة وقطعت يده, ثم قطع لسانه, ثم سجن وحده, حتى كان يستسقى الماء بنفسه من بئر عميق, فكان يدلي الحبل بيده اليسرى ويمسكه بفيه, وقاسى جهداً جهيداً بعدما ضاق عيشاً رغيداً وكان يبكى على يده كثيراً, ويقول:خدمت بها ثلاثة من الخلفاء, تقطع كما تقطع أيدي اللصوص وقد مات في السنة التي مات فيها ابن شنبوذ.

ــــ()

فصل: حوادث وعبر

رؤوس على أسرة:

عن عبدالملك ابن عمير قال: دخلت القصر بالكوفة, فإذا رأس الحسين بن علي, على ترس بين يدي عبيدالله بن زياد, وعبيدالله على السرير.

ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين فرأيت رأس عبيدالله بن زياد على ترس بين يدي المختار, والمختار على السرير.

ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين فرأيت رأس المختار على ترس بين يدي مصعب بن الزبير ومصعب على السري

ثم دخلت القصر بعد حين فرأيت رأس مصعب بن الزبير على ترس بين يدي عبدالملك وعبدالملك على السرير [ج8/326]

ندم السطان بن ملكشاه (ت554هـ) عند موته على ما حصل منه

السلطان محمد بن محمود بن محمد بن ملكاه (ت554هـ) لما رجع من محاصرة بغداد إلى همذان أصابه مرض السل فلم ينج منه, بل توفي في ذي الحجة منها, وقبل وفاته بأيام أمر أن يعرض عليه جميع ما يملكه ويقدر عليه, وهو جالس في المنظرة, فركب الجيش بكماله, وأحضرت أمواله كلها, ومماليكه حتى جواريه وحظاياه, فجعل يبكي ويقول: هذه العساكر لا يدفعون عني مثقال ذرة من أمر ربي, ولا يزيدون في عمري لحظة, ثم ندم وتأسف على ما كان منه إلى الخليفة المقتفى وأهل بغداد وحصارهم وأذيتهم, ثم قال: وهذه الخزائن والأموال والجواهر لو قبلهم ملك الموت فداء مني لكنت بذلك سمحاً له. ثم قال: ]  مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [[الحاقة:27-28] ثم فرق شيئاً كثيراً منها وتوفي

ــــ

فصل: كلمات نافعة لعلماء وأعلام

شريح بن الحارث الكندي ( ت 78هـ)

إن الظالم ينتظر العقاب, وإن المظلوم ينتظر النصر.

أبو إدريس الخولاني (ت80هـ)

قلب نقي في ثياب دنسة خير من قلب دنس في ثياب نقية.

المهلب بن أبي صفرة ( ت82هـ)

يعجبني في الرجل خصلتان: أن أرى عقله زائداً على لسانه, ولا أرى لسانه زائداً على عقله.

عبدالملك بن مروان (ت 86هـ)

خير المال ما أفاد حمداً ودفع ذماً.

وسئل أي الرجال أفضل؟ قال: من تواضع عن رفعة وزهد في الدنيا عن قدرة, وترك النصرة عن قوة.

مطرف بن الشخير ( ت 86هـ)

ما أوتى أحد أفضل من العقل, وعقول الناس على قدر زمانهم

إن أقبح ما طلبت به الدنيا عمل الآخرة

خالد بن يزيد بن معاوية (ت90هـ)

أقرب شيء الأجل, وأبعد شيء الأمل, وأرجي شيء العمل

أبو الشعثاء جابر بن يزيد (ت93هـ)

لا تماكس في شيء يتقرب به إلى الله.وكان لا يماكس في الكري بمكة, وفي الرقبة يشتريها ليعتقها, وفي الأضحية.

ــــ()

سعيد بن جبير ( ت 94هـ)

الذكر طاعة الله, فمن أطاع الله فقد ذكره, ومن لم يطعه فليس بذاكر له, وإن كثر منه التسبيح وتلاوة القرآن

علي بن الحسن ( ت 94هـ)

قال لابنه: لا تصحب فاسقاً فإنه يبيعك بأكلة وأقل منها, يطمع فيها ثم لا ينالها, ولا بخيلاً فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه, ولا كذاباً فإنه كالسراب يقرب منك البعيد ويباعد عنك القريب, ولا أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.

عمر بن عبدالعزيز ( ت 101هـ)

*عجبت ممن عرف الله فعصاه, ومن عرف الشيطان فأطاعه, ومن عرف الدنيا فركن إليها.

*أصلحوا آخرتكم يصلح الله دنياكم, وأصلحوا أسراركم يصلح لكم علانيتكم.

*إذا دعتك قدرتك على الناس إلى مظلمة فاذكر قدرة الله عليك.

*تقوى الله...الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل.

*من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه وينفعه.

*من أكثر ذكر الموت اجترأ من الدنيا باليسير

*من لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه

*من عبد الله بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه.

*ما رفق عبد بعبد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة.

*ما تركت شيئاً لله من الدنيا إلا عوضني الله ما هو خير منه.

*قد أفلح من عصم من المراء والغضب والطمع

ــــ()

مجاهد بن جبر ( ت 103هـ)

الفقيه من يخاف الله وإن قل علمه والجاهل من عصى الله وإن كثر علمه.

خالد بن سعدان الكلاعي ( ت104هـ)

ما من عبد إلا وله أربع أعين, عينان في وجهه يبصر بهما أمر دنياه, وعينان في قلبه يبصر بهما أمر آخرته, فإذا أراد الله بالعبد خيراً فتح عينيه اللتين في قلبه فأبصر بهما أمر آخرته وهما غيب, فأمن الغيب بالغيب, وإذا أراد الله بالعبد خلاف ذلك ترك العبد القلب على ما هو عليه, فتراه ينظر فلا ينتفع, فإذا نظر بقلبه انتفع.

أبو قلابة عبدالله بن يزيد الجرمي البصري ( ت104هـ)

إذا بلغك عن أخيك شيئاً تكره فالتمس له عذراً جهدك, فإن لم تجد له عذراً فقل: لعل لأخي عذراً لا أعلمه.

طاوس بن كيسان اليماني (ت 106هـ)

قال لابنه: يا بني, صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم, ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم.

بكر بن عبدالله المزني البصري (ت 108هـ)

*إذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظمونك فقل: هذا من فضل ربي, وإذا رأيت منهم تقصيراً فقل: هذا بذنب أحدثته.

*إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس ناسياً لعيب نفسه, فاعلموا أنه قد مُكر به.

*لا يكون العبد تقياً حتى يكون تقي الطمع تقي الغضب.

محمد بن كعب القرظي ( ت 108هـ)

الدنيا..أشقى الناس بها أرغب الناس فيها وأزهد الناس فيها أسعد الناس بها.

ــــ()

الحسن البصري ( ت 110هـ)

بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً, ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.

وهب بن منبه اليماني ( ت 110هـ)

*إن كان يغنيك ما يكفيك فأوهى ما في الدنيا يكفيك, وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يكفيك.

*من خصال المنافق: أنه يحب الحمد ويكره الذم, أي: يحب أن يحمد على ما لم يفعل, ويكره أن يذم بما فيه

*إذا كان في الصبي خلقان: الحياء, والرهبة, طمع في رشده.

*ينبغي للعالم أن يحذر المعايب فإن زلته وناقصته منظورة يقتدي بها الجاهل.

*أحب بني آدم إلى الشيطان النؤوم الأكول

أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين ( ت 115هـ)

*أشد الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال, وإنصافك من نفسك, ومواساة الأخ في المال.

*من أعطي الخلق والرفق فقد أعطي الخير والراحة, وحسن حاله في دنياه وآخرته, ومن حرمهما كان ذلك سبيلاً إلى كل شر وبلية إلا من عصم الله.

*ما دخل قلب عبد شيء من الكبر إلا نقص من عقله بقدره أو أكثر منه.

سعيد بن يسار ( ت 115هـ)

لا تدخل على سلطان وإن قلت آمره بطاعة الله, ولا تدخل على امرأة وإن قلت أعلمها كتاب الله, ولا تصغين بسمعك إلى ذي هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك من هواه.

ــــ()

نمير بن قيس ( ت 121هـ)

الأدب من الآباء, والصلاح من الله.

أياس بن معاوية بن مرة الذكي ( ت 122هـ)

قال سفيان بن حسين: ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية فنظر في وجهي وقال: أغزوت الروم؟ قلت:لا, قال: السند و الهند والترك؟ قلت:لا, قال: أفسلم منك الروم والسند والهند والترك ولم يسلم منك أخوك.

يزيد بن الوليد بن عبدالملك ( ت 126هـ)

إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء, ويزيد في الشهوة ويهدم المروة, وإنه لينوب عن الخمر, ويفعل ما يفعل المسكر,..وإنه داعية الزنا.

الخليفة المنصور ( ت158هـ)

*قال لابنه المهدي: إن الخليفة لا يصلحه إلا التقوى, والسلطان لا يصلحه لا الطاعة, والرعية لا يصلحها إلا العدل.

*يا بني: أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة, وأنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه

*يا بني: استدم النعمة بالشكر, والقدرة بالعفو, والطاعة بالتأليف, والنصر بالتواضع والرحمة للناس, ولا تنس نصيبك من الدنيا ونصيبك من رحمة الله.

*يا بني: ليس العاقل من يحتال للأمر إذا وقع فيه حتى يخرج منه, ولكن العاقل الذي يحتال للأمر الذي غشيه حتى لا يقع فيه

*وقال يوماً لابنه المهدي: كم عندك من دابة؟ فقال: لا أدري, فقال: هذا هو التقصير. فأنت لأمر الخلافة أشد تضيعاً فاتق الله يا بني.

ــــ()

يحيى بن خالد البرمكي ( ت 190هـ)

قال لأولاده: اكتبوا أحسن ما تسمعون, واحفظوا أحسن ما تكتبون, وتحدثوا بأحسن ما تحفظون.

أبو سليمان الدارني ( ت 205هـ)

*أفضل الأعمال خلاف هوى النفس

*لكل شيء علم وعلم الخذلان ترك البكاء من خشية الله

*لكل شيء صدأ وصدأ نور القلب شبع البطن.

*أصل كل خير في الدنيا والآخرة من الله عز وجل

*من حسن ظنه بالله ثم لم يخفه ويطعه فهو مخدوع

*لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك

*من أحسن في نهاره كوفئ في ليله ومن أحسن في نهاره كوفئ في نهاره

*ومن صدق في ترك شهوة أذهبها الله من قلبه

*إذا سكنت الدنيا القلب ترحلت منه الآخرة

*من اشتغل بنفسه شغل عن الناس

*أهل الطاعة في طاعتهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم

*ما أحب الدنيا لغرس الأشجار ولا لكري الأنهار, وإنما أحبها لصيام الهواجر وقيام الليل

*الأخ الذي يعظك برؤيته قبل كلامه.

*إنما عصى الله من عصاه لهوانهم عليه, ولو عزوا عليه وكرموا لحجزهم عن معاصيه وحال بينهم وبينها.

ــــ()

المنتصر ( ت 248هـ)

والله ما عز ذو باطل قط, ولو طلع القمر من جبينه.

أحمد بن عيسى الخراز ت277هـ)

*العافية تستر البر والفاجر, فإذا نزل البلاء تبين عنده الرجال

*كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل

*الاشتغال بوقت ماض تضيع وقت حاضر

سري السقطي (ت283هـ)

لا تصحب الأشرار, ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأبرار الأخيار.

إبراهيم بن إسحاق (ت285هـ):

*أجمع عقلاء كل أمة أن من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه.

*الرجل كل الرجل الذي يدخل غمه على نفسه,  ولا يدخله على عياله, وقد كانت بي شقيقية,  (وجع يصيب الرأس والوجه)  منذ أربعين سنة, ما أخبرت بها أحداً قط.

إسماعيل بن أحمد الساماني ( ت295هـ)

ينبغي أن يكون الإنسان عصامياً, لا عظامياً, أي: ينبغي أن يفتخر بنفسه لا بنسبه وبلده وجده, كما قال بعضهم: وبجدي سموتُ لا بجدودي

عبدالله بن المعتز (ت296هـ)

*أهل الدنيا ركب يسار بهم وهم نيام. *يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك

*كلما عظم قدر المتنافس فيه عظمت الفجيعة به.

*الأسرار إذا كثر خزانها ازدادت ضياعاً. *تركة الميت عز للورثة.

ــــ()

أحمد بن إسحاق (ت318هـ)

من قدم أمر الله على أمر العباد كفاه الله شرهم, ورزقه خيرهم.

علي بن محمد بن الحسين بن يوسف الكاتب ( ت401هـ)

*من أطاع غضبه أضاع أدبه.

*حد العفاف الرضى بالكفاف.

*من أصلح فاسده أرغم حاسده.

عبدالباقي بن يوسف بن على البراعي ( ت 493هـ)

*جلوس ساعة..على راحة القلب أحب إلي من ملك العراقين

*تعليم مسألة لطالب أحب إلي مما على الأرض من شيء

*لا أفلح قلب يعلق بالدنيا وأهلها, وإنما العلم دليل, فمن لم يدله علمه على الزهد في الدنيا وأهلها, لم يحصل على طائل من العلم, ولو علم ما علم, فإنما ذلك ظاهر من العلم, والعلم النافع وراء ذلك.

*والله لو قطعت يدي ورجلي وقلعت عيني أحبّ إلي من ولاية فيها انقطاع عن الله والدار الآخرة.

عبدالله بن محمد ابن السيد البطليوسي التنيسي (ت 521)

أخو العلم حـي خـالد بعـد   موته        وأوصاله تحت  التراب رميمُ

وذو الجهل ميتُ وهو ماشٍ على الثرى        يُظنُّ من الأحياءِ وهو  عديم

علي بن يحيى المحرمي ( ت646هـ)

*الظلم يزل القدم, ويزيل النعم, ويجلب الفقر, ويهلك الأمم.

*قلوب الحكماء تستشف الأسرار من لمحات الأبصار

ــــ()

فصل: تكذيب الله عز وجل للمنجمين

سير على بن أبي طالب في وقت من النهار يسير فيه ولا يسير في غيره

لما عزم علي ومن معه من الجيش على البداءة بالخوارج, نادى مناديه في الناس بالرحيل فعبر الجسر, فصلى ركعتين عنده,...ثم على شاطئ الفرات, فلقيه هنالك منجم فأشار عليه بوقت من النهار يسير فيه, ولا يسير في غيره, فإنه يخشى عليه, فخالفه علي فسار على خلاف ما قال, فأظفره الله, وقال علي: إنما أردت أن أبين للناس خطأه, وخشيت أن يقول الجاهل: إنما ظفر لكونه وافقه.

كذبهم أن الخليفة الواثق ( ت 232هـ) سيعيش طويلاُ:

جمع الواثق أصحاب النجوم في زمانه حين اشتدت علته, وإنما اشتدت علته بعد قتله أحمد بن نصر الخزاعي, ليلحقه إلى بين يدي الله, فلما جمعهم أمرهم أن ينظروا في مولده وما تقتضيه صناعة النجوم كم تدوم أيام دولته, فاجتمع عنده من رؤوسهم جماعة...فنظروا في مولده, وما تقتضيه الحال عندهم, فأجمعوا على أنه يعيش في الخلافة دهراً طويلاً, وقدروا له خمسين سنة, مستقبله من يوم نظروا...فلم يعش بعد قولهم وتقديرهم إلا عشرة أيام حتى هلك.

كذبهم في غرق الأقاليم من كثرة الأمطار والسيول سنة (284هـ)

ثم دخلت سنة أربع وثمانين ومائتين (284هـ) وفيها وعد المنجمون الناس أن أكثر الأقاليم ستغرق في زمن الشتاء من كثرة الأمطار والسيول وزيادة الأنهار, وأجمعوا على هذا الأمر, فأخذ الناس كهوفاً في الجبال خوفاً من ذلك, فأكذب الله تعالى المنجمين في قولهم, فلم يكن عام أقل مطراً منه, وقلت العيون جداً, وقحط الناس في كل بقعة, حتى استسقى الناس ببغداد وغيرها من البلاد مراراً كثيرة.

ــــ()

تخرص منجم المعز الفاطمي ( ت 365هـ)

كان المعز قبحه الله فيه شهامة وقوة وحزم وشدة عزم, وله سياسة, ولكنه كان مع ذلك منجماً يعتمد على حركات النجوم, قال له منجمه: إن عليك قطعاً_أي:خوفاً- في هذه السنة, فتوار عن وجه الأرض حتى تنقضي هذه المدة, فعمل له سرداباً, ودخل ذلك السرداب فتواري فيه سنة, ثم خرج بعد سنة, وجلس في مقام الملك, وحكم على عادته أياماً, ولم تطل مدته بل عاجله القضاء المحتوم, ونال رزقه المقسوم, فكانت وفاته سنة خمس وستين وثلاثمائة(365هـ)

كذبهم أن خراب العالم  سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة (582هـ)

أجمع المنجمون على خراب العالم في شعبان, لأن الكواكب الستة تجتمع فيه في الميزان, فيكون طوفان الريح في سائر البلدان, وذكر أن ناساً من الجهلة تأهبوا لذلك بحفر مغارات في الجبال وأسراب في الأرض خوفاً من ذلك, فلما كانت الليلة التي أشاروا إليها وأجمعوا عليها, لم ير ليلة مثل سكونها وركودها وهدوئها, وقد نظم الشعراء في تكذيب المنجمين في هذه الواقعة أشعاراً كثيرة حسنة.

 

 

 

 

 

 

 

ــــ()

فصل: أمور غريبة وعجيبة

نبش قبور موتى وضربهم بالسياط وصلبهم ستة اثنتين وثلاثين ومائة (132هـ)

عبدالله بن علي بن عبالله بن عباس دخل دمشق دخلها بالسيف وأباح القتل فيها ثلاثة ساعات...ثم نبش قبور بني أمية فلم يجد في قبر معاوية إلا خيطاً أسود مثل الهباء, ونبش قبر عبدالملك بن مروان فوجد جمجمة, وكان يجد في القبر العضو بعد العضو, إلا هشام بن عبدالملك فإنه وجده صحيحاً لم يبل منه غير أرنبة أنفه, فضربه بالسياط وهو ميت  وصلبه أيام, ثم أحرقه ودق رماده ثم ذره في الريح....وهذا من الظلم والجبروت الذي يجازيه الله عليه[ج10/47]

تعطل الصلوات في المسجد النبوي أربع جمع سنة إحدى وسبعين ومائتين (271):

دخل إلى المدينة النبوية محمد وعلي ابنا الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب, فقتلا خلقاً من أهلها وأخذا أموالاً وتعطلت الصلوات في المسجد النبوي أربع جمع لم يحضر الناس فيه جمعة ولا جماعة

اقتتال الناس عند باب المسجد الحرام سنة إحدى وسبعين ومائتين (271هـ)

وجرت فتنة أخرى واقتتل الناس على باب المسجد الحرام أيضاً.

وجود قبور أجساد أصحابها صحيحة في سنة ست وسبعين ومائتين (276هـ:

في هذه السنة انفرج تل بنهر الصلة في أرض البصرة يعرف بتل بني شقيق عن سبعة أقبر في مثل الحوض, وفيها سبعة أبدان صحيحة أجسادهم وأكفانهم يفوح منها ريح المسك, أحدهم شاب وله جمة, وعلى شفته بلل كأنه قد شرب ماء الآن, وكأن عينيه مكحلتان وبه ضربة في خاصرته, وأراد أحدهم أن يأخذ من شعره شيئاً فإذا هو قويَّ الشعر كأنه حيّ فتركوا على حالهم.

ــــ(33)

إقرار الزوج بما تدعيه زوجته ليصونها من نظر الأجانب لها في سنة (286)

من عجائب ما وقع من الحوادث في هذه السنة أن امرأة تقدمت إلى قاضي الري فادعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار فأنكره, فجاءت بينة تشهد لها به, فقالوا: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا, فلما صمموا على ذلك, قال الزوج: لا تنظروا هي صادقة فيما تدعيه, فأقرّ بما أدعت ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها, فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه, وأنه إنما أقرّ ليصون وجهها عن النظر: هو في حل من صداقي عليه في الدنيا والآخرة

تجمد الماء في فصل الصيف سنة تسع وثمانين ومائتين (289هـ)

صلى الناس العصر في زمن الصيف, وعليهم ثياب الصيف, فهبت ريح باردة جداً, حتى احتاج الناس إلى الاصطلاء بالنار, ولبسوا الفرا, والمحشوات, وجمد الماء كفصل الشتاء, قال ابن الاثير: ووقع بمدينة حمص مثل ذلك.

زواج سعيد بن إسماعيل الواعظ سنة (298هـ) بامرأة عوراء عرجاء شوهاء

سئل أي أعمالك أرجى عندك؟ قال: أتت إلي امرأة فقالت: يا أبا عثمان قد أحببتك حباً أذهب نومي وقراري, وأنا أسالك بمقلب القلوب إلا تزوجتني, فقلت: ألك والد؟ فقالت: نعم, فأحضرته فاستدعى بالشهود فتزوجتها, فلما خلوت بها إذ هي عوراء, عرجاء, شوهاء, مشوهة الخلق, فقلت: اللهم لك الحمد على ما قدرته لي, وكان أهل بيتي يلومونني على تزويجي بها, فكنت أزيدها براً وإكراماً, وربما حبستني عندها ومنعتني من الحضور إلى بعض المجالس, وكنت في بعض أوقاتي على الجمر, وأنا لا أبدي لها من ذلك شيئاً, فمكثت كذلك خمس عشرة سنة, فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي.

ــــ(34)

وجود قبور شهداء أجسادهم طرية سنة أربع وثلاثمائة (304هـ)

وفيها ورد كتاب من خراسان بأنهم وجدوا قبور شهداء قد قتلوا في سنة سبعين من الهجرة, مكتوبة أسماؤهم في رقاع مربوطة في آذانهم, وأجسادهم طرية كما هي.

قلع القرامطة للحجر الأسود وقتلهم الحجاج في المسجد الحرام سنة(317هـ)

خرج ركب العراق فوصلوا إلى مكة سالمين..فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعة يوم التروية, فانتهب أموالهم واستباح قتالهم, فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقاً كثيراً, وجلس أميرهم أبو طاهر لعنة الله على باب الكعبة, والرجال تصرع حوله, والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام, في الشهر الحرام, في يوم التروية, الذي هو من أشرف الأيام, وهو يقول: أنا الله وبالله, أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا, فكان الناس يفرون منه فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئاً, بل يقتلون في الطواف, فلما قضى القرمطي لعنه الله أمره, وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة, أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم, ودفن كثيراً منهم في أماكنهم من الحرم, وفي المسجد الحرام, ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعة, وذلك المدفن والمكان, ومع هذا لم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم لأنهم محرمون شهداء في نفس الأمر. وهدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها وشققها بين أصحابه وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه, فسقط على أم رأسه فمات إلى النار, فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب ثم أمر أن يقلع الحجر الأسود, فجاء رجل بمثقل في يده, وقال: أين الطير الأبابيل. أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم, فمكث عندهم اثنتين وعشرين سنه حتى ردوه

ــــ(35)

تنقل حكم الشام بين عدد من الحكام في سنة ثمان وخمسين وستمائة (658هـ)

وقد اتفق في هذا العام أمور عجيبة, وهي أن أول هذه السنة كانت الشام للسلطان الناصر العزيز, ثم في النصف من صفر صارت لهولاكو ملك التتار, ثم في آخر رمضان صارت للمظفر قطز, ثم في أواخر القعدة صارت للظاهر بيبرس, وقد شركه في دمشق الملك المجاهد سنجر...فسبحان من بيده الأمور, يفعل ما يشاء, ويحكم ما يريد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ــــ(36)

فصل: رؤى

رؤيا للطفل الدوسي  ووقوعها كما عبرها:

لما ارتدت العرب خرج الطفيل بن عمرو الدوسي..فسار مع المسلمين إلى اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل, فرأى رؤيا وهو متوجه إلى اليمامه, فقال لأصحابه: إني قد رأيت رؤيا فاعبروها لي, رأيت أن رأسي حلق, وأنه خرج من فمي طائر, وأنه لقيتني امرأة فادخلتني في فرجها, وأرى ابني يطلبني حثيثاً, ثم رأيته حبس عني, قالوا: خيراً, قال: أما أنا والله فقد أولتها, قالوا: ماذا؟ قال: أما حلق رأسي فوضعه, وأما الطائر الذي خرج منه فروحي, وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي فأغيب فيها, وأما طلب ابني إياي ثم حبسه عني, فإني أراه سيجتهد أن يصيبه ما أصابني.فقتل رحمه الله تعالى شهيداً باليمامة, وجرح ابنه جراحة شديدة, ثم استبل منها, ثم قتل عام اليرموك زمن عمر شهيداً رحمه الله.[ج3/98]

رؤيا لجويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن القمر يسير حتى وقع في حجرها

قالت جويرية بنت الحارث:رأيت قبل قدوم النبي  بثلاث ليال, كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري, فكرهت أن أخبر به أحداً من الناس, حتى قدم رسول الله فلما سُبينا رجوت الرؤيا فاعتقني رسول الله وتزوجني[ج4/161]

رؤيا لصفية بنت أخطب رضي الله عنها أن قمراً وقع في حجرها

كانت صفية قد رأت في المنام وهي عروس بكنانة بن أبي الحقيق, أن قمراً وقع في حجرها, فعرضت رؤياها على زوجها, فقال: ما هذا, إلا أنك تمنين ملك الحجاز محمداً, فلطم وجهها لطمة خضر عينها منها.فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها أثر منه, فسألها: ( ما هذا؟) فأخبرته الخبر.[ج4/198]

ــــ(37)

إسلام خالد بن العاص بسبب رؤيا رآها:

كان إسلام خالد بن عيد بن العاص قديماً, وكان أول أخوته أسلم, وكان بدء إسلامه: أنه رأى في المنام: أنه وقِفَ به على  شفير النار, فذكر من سعتها ما الله أعلم به, ويرى في النوم كأن آت أتاه يدفعه فيها, ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بحقويه ولا يقع, ففزع من نومه, فقال: احلف بالله إن هذه لرؤيا حق, فلقي أبا بكر بن أبي قحافة, فذكر له, فقال: أُريد بك خيراً, هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه, فإنك ستتبعه وتدخل معه في الإسلام, وأبوك واقع فيها, فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال يا رسول الله يا محمد: إلى ما تدعو؟ قال: ( أدعوك إلى الله وحده لا شريك له, وأن محمداً عبده ورسوله, وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع, ولا يضر, ولا يبصر, ولا ينفع, ولا يدري من عبده ممن لا يعبده ) قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أنك رسول الله. فسَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه.[ج3/31]

رؤيا لمحمد بن إسحاق السراج الحافظ (ت313هـ)

رأى في منامه كأنه يرقى في سلم فصعد فيه تسعاً تسعين درجة, فما أولها على أحد إلا قال له: تعيش تسعاً وتسعين سنة, فكان ذلك.ولد له ابنه عمرو, وعمره ثلاث وثمانون سنة.

رؤيا لأم يزيد بن معاوية:

يزيد بن معاوية, كان أبوه قد طلق أمه وهي حامل به, فرأت أمه في المنام أن خرج منها قمر من قبلها, فقصتها على أمها فقالت: إن صدقت رؤياك لتلدن من يبايع له بالخلافة.[ج8/230]

ـــــ(38)

فصل: متفرقات

الشكور:

قال الله تعالى: ( إنه كان عبداً شكوراً ) قيل: إنه كان يحمد الله على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله ليرضي عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها, أو يشرب الشربة فيحمده عليها) والظاهر أن الشكور هو: الذي يعمل بجميع الطاعات القلبية والقولية والعملية, فإن الشكر يكون بهذا وبهذا.[ج1/111]

بكاء المُتظلم:

قال بعض السلف: لا يغرنك بُكاء المُتظلم, فرُبَّ ظالم وهو باك, وأذكر بكاء إخوة يوسف, وقد جاءوا أباهم عشاء يبكون, أي في ظلمة الليل, ليكون أمشى لغدرهم لا لعذرهم.[ج1/188]

البلاء موكل بالمنطق:

] وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ [ فقال لها فرعون: أما لك فنعم, وأما لي فلا حاجة لي به, والبلاء موكل بالمنطق, وقولها: ] عَسَى أَن يَنفَعَنَا [ وقد أنالها الله ما رجت من النفع, أما في الدنيا فهداها الله به, وأما في الآخرة فأسكنها جنته بسببه.[ج1/224]

فراق الوطن شديد على النفوس:

قال ورقة بن نوفل: " يا ليتني أكون حياً حين يُخرجك قومك" يعني: حتى أخرج معك وأنصرك؟ فعندها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أو مخرجي هم ؟)  قال السهيلي: وإنما قال ذلك, لأن فراق الوطن شديد على النفوس.[ج3/9]

ــــ(39)

خوف الفيل من الهر:

يقال أن الفيل مع عظمة خلقه يفرق من الهر[أي: يخاف منه][ج2/157]

العاقلُ لا يحكم على أحدٍ من كلام غيره حتى يسمع منه:

قالت أم سلمة: لما ضاقت مكة وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم...فقال لهم رسول الله صلى الله عليم وسلم: ( إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم أحد عنده, فالحقوا ببلاده, حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه) فخرجنا إليها..فنزلنا بخير دار, إلى خير جار, آمنين على ديننا, ولم نخش فيها ظلماً, فلما رأت قريشاً أنا قد أصبنا داراً وأمناً, اجتمعوا على أن يبعثوا إلى النجاشي فينا, ليخرجنا من بلاده وليردنا عليهم, فبعثوا عمرو بن العاص وعبدالله بن أبي ربيعة, فجمعوا له هدايا ولبطارقته.ثم قدموا إلى النجاشي هداياه, وقالوا له: أيها الملك: إن فتية منا سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه وقد لجأوا إلى بلادك وقد بعثنا إليك فيهم عشائرهم.لتردهم عليهم...فغضب ثم قال: لا, لعمر الله, لا أردهم عليهم, حتى أدعوهم, فأكلمهم وأنظر ما أمرهم, قوم لجأوا إلى بلادي واختاروا جواري على جوار غيري[ج3/70]

خطبة الأم لأبنتها:

كان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارة, وكانت أمه هالة بنت خويلد, أخت خديجة بنت خويلد, وكانت خديجة هي التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بابنتها زينب, وكان لا يخالفها, وذلك قبل الوحي.[ج3/312]ج

* أيام أهل الظلم والفساد والبدع قليلة قصيرة.[ج10/321]

ــــ(40)

الميتة السيئة لعدو الله: أبو لهب:

أبو لهب..رماه الله بالعدسة فقتلته, وتركه ابناه بعد موته ثلاثاً ما دفناه حتى أنتن. وكانت قريش تتقي هذه العدسة, كما تتقي الطاعون. حتى قال لهم رجل من قريش: ويحكما ألا تستحيان أن أباكما قد أنتن في بيته لا تدفنانه؟ فقالا: إنا نخشى عدوة هذه القرحة, فقال: انطلقا, فأنا أعينكما عليه, فوالله ما غسلاه إلا قذفاً بالماء عليه من بعيد ما يدنون منه, ثم احتملوه إلى أعلا مكة فاسندوه إلى جدار ثم رضموا عليه بالحجارة.[ج3/309]

حرص اليهود على أن تنزع المسلمة حجابها:

كان أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع, وجلست إلى صائغ هناك منهم, فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت, فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها, فلما قامت انكشفت سوأتها, فضحكوا بها, فصاحت, فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله, وكان يهودياً, فشّدت اليهود على المسلم فقتلوه, فاستصرخ أهلُ المسلم المسلمين على اليهود, فأُغضب المسلمون, فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع.[ج4/4]

الكريم لا ينسى الجميل:

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة مرجعه من الطائف في جوار المطعم بن عدي..وقال يوم أسارى بدر: ( لو كان المطعم بن عدي حياً, ثم سألني في هؤلاء النقباء لوهبتهم له.) [ج3/135-136]

 

 

ــــ(41)

رأي الناس في يزيد بن معاوية:

الناس في يزيد بن معاوية أقسام: فمنهم من يحبه ويتولاه, وهم طائفة من أهل الشام من النواصب.وأما الروافض فيشنعون عليه ويفترون عليه أشياء كثيرة فيه, ويتهمه كثير منهم بالزندقة, ولم يكن كذلك

وطائفة أخرى لا يحبونه ولا يسبونه لما يعلمون من أنه لم يكن زنديقاً كما تقوله الرافضة, ولما وقع في زمانه من الحوادث الفظيعة, والأمور المستنكرة البشعة الشنيعة, فمن أنكرها قتل الحسين بن علي بكربلاء, ولكن لم يكن ذلك من علم منه, ولعله لم يرض به ولم يسؤه, وذلك الأمور المنكرة جداً, ووقعة الحرة كانت من الأمور القبيحة بالمدينة النبوية.[ج6/234]

داهية غلبهُ فتى:

المغيرة بن شعبة من دهاة العرب..قال: ما غلبني أحد إلا فتى مرة.أردت أن أتزوج امرأة فاستشرته فيها. فقال: أيها الأمير لا أرى لك أن تتزوجها.فقلت له:لِمَ؟ فقال: إني رأيت رجلاً يقبلها. ثم  بلغني أنهُ تزوجها. فقلت له: ألم تزعم أنك رأبت رجلاً يقبلها؟ فقال: نعم رأيت أباها يقبلها وهي صغيرة[ج8/51]

أماني لأبناء الزبير وابن عمر:

عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: اجتمع في الحجر مصعب وعروة وابن الزبير وابن عمر, فقال عبدالله بن الزبير: أما أنا فأتمنى الخلافة, وقال عروة: أما أنا أتمنى أن يؤخذ عني العلم, وقال مصعب أما أنا فأتمنى إمرة العراق, والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين, وقال عبدالله بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة, قال: فنالوا كلهم ما تمنوا, ولعل ابن عمر قد غفر الله له[ج8/322]

ــــ(42)

قيام سوق الجهاد في بني أمية:

كانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ليس لهم شغل إلا ذلك, قد علت كلمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها, وبرها وبحرها, وقد أذلوا الكفر أهله, وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً, لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلا أخذوه, وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والأولياء والعلماء..فقتيبة بن مسلم يفتح...حتى وصل تخوم الصين..ومسلمة بن عبدالملك بن مروان وابن أمير المؤمنين وأخوه يفتحون في بلاد الروم حتى وصلوا القسطنطينية وبنى بها مسلمة جامعاً يعبد الله فيه, وامتلأت قلوب الفرنج منهم رعباً, ومحمد بن القاسم يجاهد في بلاد الهند ويفتح مدنها, وموسى بن نصير يجاهد في بلاد المغرب [ج9/93]ولما مات هشام بن عبدالملك مات ملك بني أمية, وتولى وأدبر أمر الجهاد في سبيل الله, واضطرب أمرهم جداً, وإن كانت تأخرت أيامهم بعده نحواً من سبع سنين, ولكن في اختلاف وهيج, وما زالوا كذلك حتى خرجت عليهم بنو العباس فاستلبوا نعمتهم وملكهم وقتلوا منهم خلقاً وسلبوهم الخلافة[ج9/369]

تعلم الأحنف بن قيس الحلم من قيس المنقري:

قيل للأحنف بن قيس ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري, بينا نحن عنده يوماً وهو قاعد بفائه محتب بكساه, أتته جماعة فيهم مقتول وكتوف, فقالوا: هذا ابنك قتله ابن أخيك, فوالله ما حلَّ حبوته حتى فرغ من كلامه, ثم التف إلى ابن له في المسجد, فقال: اطلق ابن عمك, ووارِ أخاك, واحمل إلى أمه مائة من الإبل فإنها غريبة.

 

ــــ(43)

تمنى فأعطاه الله ما تمنى:

في سنة سبع وستين وسبعمائة ( 767 هـ) توفي القاضي محمد بن جماعة بمكة شرفها الله, وذكروا أنه توفي وهو يقرأ القرآن, وأخبرني صاحب الشيخ أنه كان يقول كثيراً: أشتهي أن أموت وأنا معزول, وأن تكون وفاتي بأحد الحرمين, فأعطاه الله ما تمناه, عزل نفسه في السنة الماضية, وهاجر إلى مكة, ثم قدم المدينة...ثم عاد إلى مكة, وكانت وفاته بها...فرحمه الله.

ميتة سوء للحميري (ت 179هـ)

إسماعيل بن محمد ابن يزيد الحميري, الملقب بالسيد, كان رافضياً خبيثاً, وشيعياً غثيثاً, وكان ممن يشرب الخمر, ويقول بالرجعة, وكان قبحه الله يسب الصحابة في شعره, وقد اسود وجهه عند الموت وأصابه كرب شديد.

شورى الوزير ابن الأحول على المأمون:

كان المأمون قد شاور في قتل عمه: إبراهيم بن مهدي, بعض أصحابه,

فقال له أحمد بن خالد بن الأحول الوزير: يا أمير المؤمنين إن قتلته فلك نظراء في ذلك, وإن عفوت عنه فما لك نظير.

الصدقة لمن يتجر فيها:

سعيد بن عامر من الزهاد العباد, بلغ عمر أنه أصابته جراحة شديدة, فأرسل إليه بألف دينار, فتصدق بها جميعاً, وقال لزوجته: أعطيناها لمن يتجر لنا فيها[ج7/105] 

ــــ(44)

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

المقدمة

3

مواعظ العلماء للأمراء والخلفاء

5

آفات ومصائب عبر التاريخ

9

توبة الناس وتضرعهم إلى الله عند نزول البلاء

16

عقوبات لأهل الجور والبغي

19

دعاء المظلوم على الظالم

21

حوادث وعبر

22

كلمات نافعة لعلماء وأعلام

23

تكذيب الله عز وجل للمنجمين

31

أمور غريبة وعجيبة

33

رؤى

37

متفرقات

39

فهرس الموضوعات

45